الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار غير منطقية حول قضية الأكل، فهل هي وساوس؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 21 سنة، طالب جامعي، اختصاص هندسة، منذ سنة ونصف أصبت بمرض كورونا، وقد أصاب جهازي الهضمي، وفقدت الشهية لمدة أسبوع، كنت لا أستطيع أن آكل الطعام أبدا، وبفضل الله شفيت منه.

لكن بدأت تأتيني أفكار كأن شخصا يقول لي لا تستطيع الأكل، وعندما يأتي وقت الطعام آكل بشكل طبيعي، هذه الأفكار عندما تزداد علي بعضها؛ فإن شهيتي تقل، أما في وقت الصباح عندما أقوم من النوم فإن كل شيء طبيعي ولا توجد أي أفكار. فهل أعاني من مرض أو هو مجرد وسواس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية.

أبدأ وأقول لك: الحمد لله الذي سلَّمك من مرض الكورونا هذا، فهذه الجائحة حقيقة لها أضرار كثيرة، بجانب العلل العضوية التي تُسبِّبها، والتي قد تفضي إلى الموت، وهنالك أيضًا مكوّنات نفسيّة، آثار نفسية سلبية تنظر في بعض مرضى الكورونا، هنالك دراسة تُشير أن حوالي ستين إلى خمسة وتسعين بالمائة (60 : 65%) من الذين أُصيبوا بجائحة كوفيد 19 تظهر لديهم بعض الأعراض النفسية تتفاوت من إنسانٍ إلى آخر، وقد تبدأ بالذهان وتنتهي بتوترات وقلق واكتآبات ووساوس ومخاوف.

لاحظنا من خلال إحدى الدراسات أن الخوف من الموت يكون عرضًا مُهيمنًا على كثير من الناس فيما بعد هذه الجائحة.

الحمد لله تعالى أنت قد شُفيت تمامًا، وبما أنه كانت لديك أعراض في الجهاز الهضمي، أي هنالك تبعات أظهرت لديك أعراضا في الجهاز الهضمي، وهذه الأعراض من الواضح أنها نفسيّة، وهذا نوع من القلق الوسواسي الظرفي، ولابد أن أركّز على كلمة (الظرفي)، إن شاء الله هو عابر، ووقتي، وسوف ينتهي تمامًا.

أنت مطالبٌ بالتجاهل تمامًا لهذا العرض، ولا تلتفت إليه أبدًا، وحين يأتي وقت الطعام لا تقم بأي تحضيرات، ابدأ فقط بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتناول طعامك، بدون أي تردد، وكل شيء إن شاء الله تعالى سوف يتيسّر.

أيضًا لا بأس أن تُطبّق بعض تمارين استرخاء بسيطة، تمارين التنفُّس ستكون جيدة بالنسبة لك. هذه التمارين بسيطة جدًّا، في أبسط صورها أقول لك: اجلس في مكان هادئ داخل الغرفة مثلاً، على كرسي مُريح، أو على السرير، أغمض عينيك قليلاً، وافتح فمك قليلاً أيضًا، وأنت في حالة تأمُّل وتدبُّر واستغراق ذهني واسترخاء، خذ نفسًا عميقًا، شهيق عن طريق الأنف، يجب أن يكون بقوة وببطء، يستغرق حوالي سبع إلى ثمان ثوانٍ، بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، وهذه مهمّة جدًّا؛ لأنها تُساعد الأكسجين على الانتشار في جسد الإنسان، ممَّا يخلق حيوية عضوية ونفسية كبيرة جدًّا.

بعد ذلك تأتي عملية الزفير، ومن خلال الزفير تُخرج الهواء عن طريق الفم بقوة وببطء أيضًا. هذا الزفير يجب أن يستغرق سبع إلى ثمان ثوانٍ.

كرّر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجد أنه ساعدك كثيرًا.

أيها الفاضل الكريم: حتى تتخطى هذه المرحلة تمامًا سأصف لك دواءً بسيطًا جدًّا يُسمَّى (دوجماتيل) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (سولبيريد) أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا في الصباح لمدة أربعة أيام، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

هو دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق والوسوسة البسيطة، خاصّة تلك المتعلقة بالجهاز الهضمي. أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً