الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالتعاسة والفشل بسبب تأخري عن أقراني في الدراسة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أدري من أين سأبدأ مشكلتي، لكن لعل الله يفتح لكم وتكونون سببا في مساعدتي.

أنا طالبة في كلية الصيدلة، أصبت منذ سنوات بمرض الوسواس القهري في العديد من المجالات الدينية، مما أدى لتغيري كثيرا، وانعكس ذلك على دراستي، حيث كنت متفوقة ولله الحمد في الثانوية، وكنت طموحة جدا وحريصة على المذاكرة والتميز فيها، لكن للأسف كل هذا تقريبا اختفى الآن، حيث إني في عامي الأول في الجامعة قمت بسحب تسجيلي وأجلت السنة، والسنة الماضية (التي من المفترض أدخل فيها السنة الأولى) حدثت لي ظروف أخرتني عن البدء مع زملائي من الأول، ولم أستطع مجاراتهم، ولم أجتز إلا بعض اختبارات الترم الأول، ثم قررت أن أنقطع لأرجع من جديد السنة الماضية، وقد حدثت نفسي بأني سأبدأ معهم المرة القادمة من البداية، ومع تأخري سنتين (من في سني من المفترض يكونون في السنة الثالثة) فسأحاول التفوق والنجاح.

لكن للأسف كل توقعاتي فشلت؛ حيث لا أعرف كيف مرت الأسابيع والشهور منذ بداية السنة الدراسية وأنا لم أذاكر شيئا تقريبا، واجتزت اختبارات الترم الأول، وحصلت فيها على نتائج سيئة جدا يستحي الواحد من ذكرها، وهناك بعض المواد لم أدخلها أصلا لأني لم أذاكر فيها شيئا تقريبا.

والآن لا زال لدينا تقريبا 40 يوما على الإختبارات النهائية، وأنا كعادتي ما زلت في نفس الحالة من الضياع وفقدان الرغبة في المذاكرة.

بعد يومين إن شاء الله سيكون لدينا عطلة لأسبوعين، وآمل أن أنجز فيها شيئا، مع أني حاولت أن أنظم وقتي حسب الجدول وفشلت. أشعر أني مخنوقة؛ فقد تعبت من حالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نقول لك بداية ما حدث لك من ظروف مرضية وغيرها أثر على الحالة المزاجية بالنسبة لك ومن ثم أثر على الدافعية للإنجاز أو التحصيل الدراسي؛ وهذا لا يعني أنك فاشلة.

فكما ذكرت أنك كنت طالبة متفوقة، وطموحة، وحريصة على المذاكرة والتميز فيها، فهذا يعني أنك دخلت كلية الصيدلة بجدارة، وأن قدراتك العقلية تؤهلك لدراسة هذا المجال الحيوي الهام.

فالتأخر عن دفعتك بسبب الظروف التي مررت بها له ما يبرره، ولكن لا يقعدك عن مواصلة المسيرة، فالكل في النهاية يتخرج بإذن الله ويصبح طبيباً صيدلانياً ويمارس المهنة كغيره من الزملاء، وهذه هي الغاية أو المحطة النهائية التي تطول فترتها أكثر مقارنة بفترة الدراسة التي لا تتعدى بضع سنوات مهما تأخر الدارس أو الطالب.

لذا أيتها الفاضلة: لا تنزعجي بأنك تأخرت عن دفعتك لأن العلم لا ينضب، وما زالت الفرصة أمامك لتعلمه، وربما تكون هناك حكمة في هذا التأخير لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى.

فنذكرك يا دكتورة آمنة أن قدراتك العقلية كما هي، ولم ينقص منها شيء، وكلما في الأمر هو تجديد النية ووضع الأهداف واضحة، وتعزيز كل ما هو إيجابي في شخصيتك، وإبعاد كل الأفكار السلبية والمضي قدما في مسيرتك الأكاديمية بروح التفاؤل والإقدام.

واعتبري ما حدث من فشل نقطة تحول لمزيد من الإجتهاد والمثابرة، وهناك العديد من الناس مر بتجارب فشل ولكن تميزوا فيما ما بعد، وأصبحو أعلاما يشار إليهم في تخصصاتهم المختلفة.

وأخيرا الفرصة أمامك ما زالت متاحة، واستعيني بالله أولاً ثم بأساتذتك وزميلاتك، واسلكي طرقا جديدة في المذاكرة، فالنجاح سيكون حليفك إن شاء الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً