الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ صغري وأنا شخصية قلقة

السؤال

السلام عليكم.

منذ الصغر وأنا أقلق عند أي موضوع، وأتوتر وتكبر المشكلة في عقلي، ثم بفضل الله تمر مرور الكرام إلى أن أصبت بصدمة منذ ٥ أشهر لازمني اضطراب الهلع ووسواس الموت ووسواس العقيدة وبكاء وانهيار وأرق إلى أن ذهبت إلى طبيب نفسي أعطاني سيبرالكس، لكن مجرد أن شعرت بالتحسن تركته، ومن أعراضه قرحة المعدة، والصداع والعصبية إلى أن رجعت للطبيب منذ ١٠ أيام، وأعطاني ديبرام١٠مجم إلى الجرعه ٤٠ مجم لمدة شهرين ونصف، وأن أرجع له مرة أخرى، لكن في تلك المدة ساعة أشعر كأني سأطير، وساعة أخاف وأكتئب وأتوتر، وقرأت عن ثنائي القطب، فوجدت أن نفس الأعراض تنطبق علي، وكم أشتاق لشخصيتي السابقة كنت مرحا وأضحك مع الأصدقاء، لكن الآن أصبحت أسرح كثيرا، فأسأل الله أن يشفيني ويشفي جميع مرضى المسلمين.

ملحوظة: عند الشعور بالتوتر الزائد كل يومين أو ثلاثة أتناول نصف قرص زولام٠.٢٥مجم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي: كما تفضلت يظهر أنه لديك ميول وسواسية مع شيء من القلق، وربما حساسية في شخصيتك، لذلك تميل في بعض الأحيان لتضخيم الصغائر، وهذا قطعًا ليس مرضًا، هذه مجرد ظاهرة نفسية، يمكنك أيضًا أن تتغلّب عليها من خلال تحقير هذه الأفكار تمامًا، وتُحسن إدارة وقتك، وأن تمارس الرياضة، وتمارس بعض التمارين الاسترخائية، وتنظم الوقت بصورة مفيدة كما ذكرنا، وأن تكون لك برامج حياتية، أهداف واضحة جدًّا، وتضع الآليات التي تُوصلك إلى أهدافك.

بهذه الكيفية - أخي الكريم - يشعر الإنسان أن حياته أصبحت ذات معنى، وحين تصبح الحياة ذات معنى نكون قد استفدنا من طاقات القلق وطاقات التوجُّس وطاقات الوسوسة، من أجل أن نكون أكثر إنتاجية وإيجابية، فالقلق والخوف والوسوسة طاقات نفسية مطلوبة، فالذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يُوسوس لا ينضبط، والذي لا يخاف لا يحمي نفسه، لكن طبعًا إذا تعدَّتْ عن المعدل المطلوب في هذه الحالة يحدث ما هو عكس ذلك، وتظهر الصورة المرضية التي تُزعج الإنسان.

فأخي الكريم: أرجو أن تلجأ لهذه التطبيقات التي ذكرناها لك.

بالنسبة لاضطرابات المعدة التي أصابتك بعد أن تناولت السيبرالكس: السيبرالكس عادة لا يُسبب هذه الأعراض، وإن حدثت تكونُ بسيطة جدًّا ولأيام قليلة، أعتقد أن الاضطراب كان مزعجًا لك لأنك حساس ولديك ميول للقلق، ويُعرف تمامًا أن الأعراض النفسوجسدية - خاصة التي تنشأ في الجهاز الهضمي - مرتبطة بحالة القلق والتوتر التي قد تُصيب الإنسان، وتمارين الاسترخاء إن شاء الله سوف تكون مريحة جدًّا.

أنا لا أرى أنك تعاني من شيء من ثنائية القطبية، أعتقد هو مجرد قلق ووسوسة، والمراقبة الشديدة واللصيقة لذاتك تجعلك تكون في حالة من تقلُّب المزاج.

أخي: العلاج الدوائي وهو الـ (تيبرام) جيد، وهو جرعة الأربعين مليجرامًا تعتبر هي جرعة علاجية كاملة، وأنا أعتقد أنه ربما تحتاج أن تدعمه بعلاج (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سولبرايد)، يمكن أن تُشاور طبيبك في اقتراحي هذا.

السولبرايد ممتاز جدًّا، يقضي على القلق تمامًا، وله خصوصية في أنه يُدعم فعالية التيبرام، تحتاج للدوجماتيل بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة لقرص الـ (زولام) - أي ألبرازولام - بجرعة ربع مليجرام ليومين أو ثلاثة: لا بأس في ذلك، لكن لا تزيد عن ذلك أبدًا، وإذا اعتمدتَّ على التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء وتجنّبت النوم النهاري وتجنبت السهر؛ أعتقد أنك لن تحتاج له أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً