الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أتقبل خطيبي مع إحسانه إلي، فهل أتركه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا مخطوبة (خطبة كتب كتاب) منذ ثلاثة أشهر، والسبب الأساسي لقبولي بخطيبي أنني أمارس العادة السرية ثم أتوب وهكذا -عافاني الله منها وجميع المسلمين-، والسبب الثاني أنني أعيش مع زوجة أبي وأنا غير مرتاحة معها، ويوجد الكثير من المشاكل في المنزل، فأنا أنتظر أي فرصة لأخرج من البيت.

خطيبي ذو خلق ودين، وجدت فيه أغلب الصفات التي أريدها في زوجي المستقبلي، ولكنني لا أرغب به ولا أحبه، لقد قبلت به في بداية الأمر لهذه الأسباب، ولأنه يحبني كثيراً فقلت: لا بد أن يتغير هذا الشعور مع الوقت، وخاصة أنه يحبني كثيراً ويهتم بي، والفتاة عاطفية فبالطبع سيتغير شعوري.

الأمر زاد سوءاً، أحياناً أشعر أنني أكرهه، وأحياناً لا أشعر اتجاهه بشيء، وأحياناً قليلة جداً عندما يكون عندنا في المنزل أرتاح له، ولكن كل هذه الفترة وأنا أجامله، وإذا أخطأ بشيء صغير أكرهه أكثر وأتجاهله، وأقول في نفسي: رغم أنني أتحمله أيضاً أتحمل أخطاءه؟ وأصنع من الخطأ الصغير مشكلة كبيرة، متمنية بذلك انتهاء علاقتي به.

لا أعلم سبباً حقيقياً لهذا الشعور، فالمشكلة ليست في خطيبي إنما بي، أفكر كثيراً ولا أجد شيئاً، وأحياناً يخطر على بالي أنه بسبب ما تأثرت به من طلاق أمي وأبي، وخوفي من الزواج، وخوفي من أن أتعلق بأحد بعد أن فقدت أغلب أهلي.

عرسي بعد ثلاثة أشهر تقريباً، أخاف أن أظلمه إذا استمريت على هذه الحالة، فما الأفضل، هل أتركه، وهل إذا تركته آثم بسبب الذنب الذي أرتكبه؟ مع أنني سأخسر كثيراً، فخطيبي أحسن مني، وفي كل هذه الفترة لم أعلم عنه إلا خيراً، وسلبياته قليلة جداً ولا تكاد تؤثر، ويتفهمني ويتحملني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يجمع بينك وبين هذا الخاطب، وأن يُحقق لكم السعادة والآمال.

هذا الخاطب بالصفات المذكورة لا يمكن أن تقبل عاقلة بأن تُفرّط به، ولذلك أرجو أن تطردي هذه الوساوس السالبة، واغتنمي فرصة العمر، وتعوذي بالله من شيطانٍ لا يريد لنا ولا لك الخير، عاملي عدوّنا بنقيض قصده، أصلحي ما بينك وبين الله، أكثري من اللجوء إليه من أجل أن يصرف عنك هذه الأفكار السيئة السالبة، واحرصي دائمًا على أن تشغلي نفسك بطاعة الله قبل أن يشغلك الشيطان بمثل هذه الأفكار، وأحسني إلى هذا الشاب الذي اختارك، وأنتم على موعد لإكمال المراسيم، فلا تفرّطي، ولا تُضعي هذه الفرصة، وأرجو أن تقبلي هذه النصيحة، نصيحة أب وأخ، لا يريد لك إلَّا الخير.

الصفات التي ذُكرت عن الشاب قلّ أن نستمع لمثلها، وحُسن التعامل الذي تجدينه مع ما ذكرت لافتعالك للمشكلات وتضخيمها يدلُّ على أن فرص النجاح أمامك وأمامه كبيرة، لأن مقاليد الحياة بيد الرجل، إذا كان الرجل عنده صبر وتحمّلٌ وتفهُّمٍ لضعف الأنثى وما عندها من الخلل، فمثل هذا لا ينبغي أن تفرّط فيه عاقلة مثلُك، وعليه أرجو أن تطردي هذه الأفكار، ونتمنَّى أن تبدئي بقراءة أذكار الصباح وأذكار المساء، وأذكار النوم، وتقرئي على نفسك الرقية الشرعية، وتُصلحي ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، واعلمي أن إحسانك لهذا الرجل ممَّا ستُؤجري عليه، بل هو من الواجبات، لأن طاعة الزوجة لزوجها من واجبات هذا الشرع، وما من زوجة تُطيع زوجها إلَّا سعدتْ معه وسعد معها.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً