الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح وتوجيهات لموظف حرم من بدل السفر بغير حق

السؤال

سافرت في رحلة عمل، وقبلها طلبت من المسئولين في المؤسسة أن يصرفوا لي بدل سفر مثل بقية ‏الموظفين، ووعدوني بذلك عندما أرجع، وبعدها بدأت بوادر الرفض، مع أني اشتغلت أكثر مما هو ‏مطلوب مني وأكثر مما كانوا يتوقعون، مع العلم بأنهم يصرفون بدل سفر لزملاء لا يذهبون في عمل بل ‏سفريات عادية ومعظمها خاصة‎.‎

أمامي الآن خيارات، منها: أني أستغني عن هذا العمل مع البحث عن عملٍ في مكان آخر، والثاني: هو ‏الصبر، لكن قد أصاب بإحباط ولا أستطيع أن أبدع في عملي‎.‎

ما هو الأنسب في رأيكم؟ وكيف يكون التعامل الهادف مع مثل هذه القضايا؟

وشكراً لكم.‏

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك القبول والإخلاص، ونسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.

إن عاقبة الصبر طيبة، وثواب الصابرين عند الله عظيم، وليس في ترك العمل مصلحة، والصواب أن يلزم الإنسان عمله، ويحرص على الإتقان؛ لأنه يرجو ما عند الملك الديان، واعلم بأنك لا تجود عملك من أجل أحد، وإلا فقد حرمت نفسك من الثواب والأجر.

ليس معنى هذا الكلام أن يتنازل الإنسان عن حقوقه، ولكن الصواب أن يطالب بحقه بأدب، وأن يتخذ لذلك الوسائل المناسبة، وما زال في الناس من يعين على الخير، ولن يضيع حق وراءه مطالب، وخير لك أن تكون عبد الله المظلوم، ولا تقابل تقصيرهم في حقك بالإهمال في عملك، وذلك لأن المسلم يؤدي ما عليه، ويسأل الله الذي له.

أرجو أن تعلم أنه لا راحة للمؤمن حتى يلقى الله، وأن المشاكل موجودة في كل مكان، وعلى المسلم أن يتعامل مع الواقع، ويدفع بالتي هي أحسن، ويتأدب مع من هو أكبر منه سناً أو وظيفة، وأن يرفع حاجته إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وأن يوقن أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وأن لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.

إذا تيسر الأمر وتمكنت من الوصول إلى حقك فذلك هو المطلوب، وإن كانت الأخرى فلن يضيع حقك عند من يحاسب على مثقال الذرة، وسوف ينتقم الله من كل ظالم؛ فإنه يمهل ولا يهمل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وقرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102].

المؤمن لا يهمه أن ينال الناس من الدنيا، ولكن يهمه أن يكون رزقه الحلال، وعمله من أجل إرضاء الكبير المتعال، فلا تلتفت إلى ما يأخذه الناس من لعاعة الدنيا، فكيف إذا كان ذلك بغير وجه شرعي؟! واعلم أن العابث بالأموال يدخل على نفسه الوبال، وكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً