الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آذيت أطفالا كثر في صغري، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

عندما كنت صغيرة آذيت عدة أطفال، فأحد الأطفال أمسكته من يديه بقوة، وهو غير مسموح، وطفل آخر كنت أنيمه على وجهه وهو رضيع حتى يصبح وجهه محمرا، لا أدري ما هو سبب فعلي؟ ولكنني تبت، وخائفة من أن أكون قد آذيتهم، أو تسببت بإعاقة عقلية للطفل الذي خنقته.

هل تكفيني التوبة والتصدق متى ما قدرت على ذلك؟ أشعر بالخوف مما فعلت كثيرا، أتذكر شكل الطفل وهو بمهاده، أشعر بأن الموضوع معقد كثيرا، ساعدوني ماذا أفعل؟ الشعور بالذنب يأكلني، ولا أدري ما هو سبب فعلي؟ وفي مرة من المرات ذهبت لزيارتهم، ورأيت طفلا، ولفت انتباهي، وقالت لي ابنة عمتي (اتركيه هذا أهبل)، أخاف أن يكون هو نفسه.

والله لقد شق الموضوع علي، انصحوني رجاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الامل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: - أيتها البنت الكريمة - بقدر ما نفرح بحرصك على التوبة وشعورك بالذنب والسعي نحو إصلاح ما أفسدتِّ، بقدر ما نفرح بذلك ونشجّعك عليه؛ فإننا نُحذّرُك من الانجرار وراء الوساوس والسماح لها بأن تتسلّط عليك، فإنها شرٌّ مستطير، وداءٌ وبيل، سيُدخلُك في أنواع من المشاق والمتاعب، وهو من كيد الشيطان ومكره بالإنسان المسلم، ولهذا ننصحك أولاً بالإعراض عن هذه الوساوس، وأن تعلمي جيدًا أن التوبة تمحو ما كان من الذنب مهما بلغ ذلك الذنب.

والتوبة أولاً فيما بينك وبين الله تعالى بالندم على فعلتك هذه، والعزم على عدم العود إليها في المستقبل، مع تركك لها طبعًا، فإذا فعلت هذا فإن هذا يكفي في إسقاط حق الله تعالى، فإنه وعد بأنه يقبل التوبة من عباده.

وأمَّا هذا الطفل الذي اعتديت عليه فإن الله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يتحمّل مظلمتَك هذه ويُعوضه عنها يوم القيامة، فحسّني ظنّك بالله سبحانه وتعالى واعتمدي عليه، وأنه وسع كل شيءٍ رحمة، وأن ذنبك مهما كبُر فإنه لا يُساوي شيئًا بجانب عفو الله سبحانه وتعالى، ولا يلزمك أبدًا أن تبحثي عن هذا الطفل بهذه الطريقة التي ذكرتِها، بل لا ننصحك أبدًا بأن تسلكي هذا المسلك، فلا تتكلمي مع أحد بهذا، ولا تبوحي لهم بشيء منه، فإنه غير مُجدٍ شرعًا، وغير مُفيد، ولن تصلي من خلاله إلى ما ينفعك عند الله سبحانه وتعالى ويُصلح دينك، فأعرضي عن هذه الأفكار تمام الإعراض، وتوجّهي إلى الله سبحانه وتعالى بتوبتك، واسأليه سبحانه وتعالى أن يغفر لك وأن يتولى إثابة هذا الإنسان الذي أسأتِ إليه ويعوضه عمَّا وقع منك، والله تعالى لن يردّك خائبةً.

نكرر - أيتها البنت العزيزة - تحذيرنا من الوقوع فريسة لهذه الوساوس، وأنها ستُدخلُك في مضايق، والله سبحانه وتعالى يريد التخفيف عنك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً