الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد العلاج الذاتي رجع الرهاب مرة أخرى، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كل عام وأنتم بخير وشهر مبارك.

كتبت استشارة هنا منذ 3 أعوام بخصوص الرهاب الاجتماعي، وأعراض عانيت منها، مثل الشعور وكأن الناس تراقبني أثناء سيري في الطريق، والشعور بعدم الثقة النفس، والارتباك والتلعثم في بعض المواقف.

وبعد البحث عن الموضوع عرفت أنها أعراض الرهاب الاجتماعي، مع بعض الوساوس، أخذت عقار seroxat بدون زيارة الطبيب، مع الأخذ في الاعتبار أني أعمل في مجال الأدوية البشرية، وعملت في الصيدليات، وبفضل الله مع العلاج تحسنت الحالة جدا بعد شهر من العلاج، واستمررت على العلاج لمدة سنة ونصف، وبعدها توقفت عن العلاج بالتدريج كما هو متبع في مادة الباروكستين.

ومنذ فترة أقل من شهر عادت لي تلك المشاعر مرة أخرى، برغم محاولتي استخدام العلاج السلوكي المعرفي، ولكن لم يستجب معي، فأرجو الإفادة، هل أعود لاستخدام عقار الباروكستين ويكون العلاج ممزوجا بين العلاج الطبي، مع العلاج السلوكي المعرفي؟ علما أني على وشك الزواج، وهذه المشكلة تؤرقني جدا.

بارك الله فيكم، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات الشبكة الإسلامية، وأبارك لك فيما بقي من الشهر الفضيل، وأدعوه تعالى أن يتقبّل مِنَّا ومنكم صالح الأعمال.

نعم ما وصلت في رسالتك صحيح تمامًا، أنها أعراض رهاب اجتماعي، حيث تجد حرجًا أمام الناس، وتعتقد أنهم يُراقبونك وينظرون إليك، بالإضافة للتلعثم في الكلام في بعض المواقف.

الحمد لله أنك تعمل وتفهم في مجال الأدوية والصيدلة، وأخذك لدواء السيروكسات مناسب تمامًا، وطالما أنك تحسّنت عليه بعد تناولك له لمدة سنة ونصف؛ ثم إيقافه تدريجيًا، فيُفضّل في مثل هذه الحالات أن تعود لنفس الدواء، طالما حدثت الأعراض مجددًا.

ويفيد أن تعود لنفس الجرعة السابقة، وبعد أشهر - وليس أسابيع - من التحسّن أن تفعل ما فعلته سابقًا من محاولة الإيقاف التدريجي، تجنُّبًا للأعراض الانسحابية، وأنت واضح أنك تُدرك هذا الموضوع.

ومعك حقٌ بأن العلاج المعرفي السلوكي بالرغم من فوائده الكثيرة، إلَّا أنه في بعض الحالات قد لا يعمل بمفرده، والأفضل أن يترافق مع العلاج الدوائي، فالدواء يُعالج الرهاب الاجتماعي، والعلاج المعرفي يُقلل فرص الانتكاسة، وهذا ما أنصح به، وخاصة أنك مُقبل على الزواج.

أدعو الله تعالى لك بالشفاء والعافية التامة، وأن يوفقك لزواج موفق سعيد -بإذن الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً