الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدم قدرتي على تحمل الضغوط أو التوتر، فهل من حل؟

السؤال

السلام عليكم

السادة الكرام القائمين على موقع إسلام ويب، بارك الله فيكم، ونفع بكم، وجزاكم عن الأمة كل خير.

لدي مشكلة تؤرقني، وهي ناتجة -على أغلب ظني- من تراكمات سلوكية خاطئة في إدارة حياتي، وهي أني منذ كنت صغيراً وأنا أقوم بعمل كل شيء على عجل، وبتوتر وضغط شديد، بشكل يؤثر بشدة على أعصابي، وهذا الأمر جزء منه موروث في بيتنا، أعلم أن جزءا من الحل يكمن في تنظيم الوقت والتحلي بالصبر، ولكني الآن أشكو من عدم قدرتي على تحمل أي قدر من الضغوط أو التوتر، سرعان ما تخور قواي، ويبدأ جسدي في الارتجاف، وتصيب الرعشة يدي بشكل ملفت ويسبب لي الحرج أمام الناس.

ذهبت لطبيبة مخ وأعصاب، وقمت بعمل أشعة مقطعية على المخ، وكانت ولله الحمد سليمة، كتبت لي دواء اندرال المضاد للقلق، واستمررت عليه لمدة ثلاثة أشهر، وفيتامين هـ لأسبوعين، ونصحتني بالرياضة، تحسنت قليلا، لكن لم يكن ذلك جذرياً، بدأت أمارس الرياضة، وأصبح لها بالغ الأثر في تخفيف الضغوطات النفسية عني، لكني لا أزال أشكو من هذا الهزال الذي يصيبني في الأزمات والضغوطات، رغم لياقتي البدنية.

أصبت في سن ال 17، بنوبات الهلع وتناولت سيروكسات وباروكستين لمدة ستة أشهر، وبعدها بعامين أصبت بقلق اكتئابي ونصحني د. محمد عبد العليم بمودابكس، ولكنني أصررت على مواجهة الوساوس دون علاج، وقد خفت وطأتها مع استقرار الكثير من أمور حياتي، وتعودت على الضغوط وأواجهها بفضل الله وتذهب عني.

فهل من علاج أو دواء غير نفسي أو حتى نفسي يعيد ترميم أعصابي المنهكة؟
نسألكم الدعاء لي ولشباب المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أخي الفاضل، ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية، وعلى إطرائك لهذا الموقع.

ذكّرني سؤالك بقولهم: (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة)، وعلى كلٍّ: واضح من سؤالك أنك ربما تعاني من شيء من التوتر والقلق، سواء تجلى هذا من خلال التسرُّع في القيام بالأعمال، أو ضعف القدرة على مواجهة الضغط والتوتر، ورعشة الجسد واليدين، ونقص الوزن، وغياب اللياقة البدنية.

نعم إن دواء (إندرال) جيد للتخفيف من الأعراض الجسدية الظاهرة للقلق والتوتر والرهاب، إلَّا أنه لا يُعالج أصل القلق، وطالما أُصبت بنوبة هلع، ووصف لها بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، حيث تناولتها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك أصبت - كما ورد في سؤالك - بنوبة اكتئاب، مع بعض الأفكار الوسواسية، ووصف لك دواء، إلَّا أنك قررت مواجهتها دون علاج، ونجحت ولله الحمد في ذلك وتحسنت بعض التحسُّن.

الذي أراه والذي أنصح به - بعد تفهمي لسؤالك - أن تأخذ الأدوية المضادة للاكتئاب من المجموعة التي تمنع إعادة امتصاص السيروتونين (SSRI)، فهو سيفيدك في التوتر والقلق والاكتئاب وحتى الأفكار الوسواسية، ولكن مع مثل هذا الدواء لهذه التشخيصات لا بد أن تستمر على الدواء من ستة إلى تسعة أشهر، وكما نوصي عادة أن هذا يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب النفسي، أولاً ليؤكد التشخيص، ويشرح لك ما يمر بك، ومن ثم يصف لك الدواء المناسب، ويُتابعه معك، ليتأكد من أنك تستجيب للجرعة التي وصفها لك، وإذا لم يكن هناك الاستجابة الكافية يمكنه أن يزيد الجرعة حتى يصل إلى الجرعة المناسبة لك.

وأخيرًا: أدعو الله تعالى لك ولشباب المسلمين - كما طلبت - بالتوفيق والصحة والعطاء في هذه الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً