الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر وشعور بإهمال الزوج.

السؤال

السلام عليكم..

أُعاني من القلق والتوتر بصورةٍ مقلقة، كما أجد صعوبة في النوم، وأحس بأن زوجي يهملني، وأجد عندي شعوراً بالحرمان العاطفي، وعندما تنتابني نوبة الغضب أخاف أن أصرح بالسبب الرئيسي الذي نرفزني؛ لأن زوجي لا يتفهمني، وأجد صعوبة في التفاهم معه ومحاورته وإيجاد الحل، وأحس أنه لا يهتم لمعاناتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ouarda حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالقلق والتوتر من الأشياء التي تؤدي إلى صعوبة في النوم، كما أنه ربما تضر كثيراً بالعلاقات بين الناس خاصةً في حالة الأزواج.

والقلق يعتبر طاقة نفسية، الجزء البسيط منها مطلوب من أجل الفعالية وزيادة الدافعية في الحياة، أما إذا اشتد القلق فإنه بالتأكيد يؤدي إلى آثار سلبية.

من الإرشادات الضرورية جداً في معالجة القلق والتوتر، هو أن يحاول الإنسان تجنب أسبابه، ومن أكبر أسباب القلق والتوتر الاحتقان النفسي، بمعنى أن الإنسان يترك أشياء تتراكم في داخل نفسه، تكون هذه الأشياء لا ترضيه مهما كانت بسيطة، ويهملها، ثم يؤدي تراكمها إلى هذه النوبات من القلق والتوتر بصورة لا إرادية.

إذن خط العلاج الأول بالنسبة لك هو التعبير عن الذات والتفريغ أول بأول.

الشيء الثاني: الحياة الزوجية هي حياة شراكة حقيقةً، ولابد لكل إنسان أن يساهم بما يستطيع حتى تستمر هذه الشراكة، والجانب الآخر في الحياة الزوجية هي دائماً يجب أن يدعم الأزواج بعضهما البعض فيما اتفقا عليه، وأن يجدا العذر لبعضهما البعض فيما اختلفا فيه، هذه حقيقة مهمة جداً.

الشيء الآخر: هو يجب أن تكون الحوارات في الأزواج في أوقات تحسن المزاج، فعلى سبيل المثال إذا أراد الرجل أن يتحدث إلى زوجته أو يحاورها وأرادت المرأة أن تحاور زوجها في أمرٍ ما، يجب أن تتخير الوقت الطيب الذي يكون فيه مزاج الطرف الآخر مرتاحاً.

هذه أمور مهمة جداً إذا طبقت فستساعد إن شاء الله بدرجة كبيرة في الاستقرار في الزواج.

لا شك أن الأدوية المضادة للقلق والتوتر تفيد جداً في علاج هذه الحالات، وعليه سأصف لك دواء بسيطاً يعرف باسم موتيفال، وجرعة البداية لهذا الدواء هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة لمدة شهرين.

إذا كان الموتيفال غير موجود في الجزائر، فيمكن استبداله بأحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، مثل زيروكسات، والجرعة هي نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ترفع بعد ذلك إلى حبة كاملة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم يتم بعد ذلك التوقف عن العلاج.

باتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته، ستكون الأمور بالنسبة لك ولحياتك الزوجية أكثر استقراراً بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً