الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أفضل طريقة للتوقف عن استخدام الزاناكس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر جميع من قام بإنشاء هذه الشبكة الإسلامية المميزة، وأسأل الله بأن يجزيهم خيـر جزاء.

أنا منذ 3 سنوات أستخدم علاج السيركسات للقلق ونوبات الهلع، وأضيف لي الزاناكس 1 ملي يومياً منذ 3 سنوات، وأريد التوقف عن الزاناكس، فما هي أفضل طريقة للتوقف عنه بدون أعراض جانبية؟

بارك الله فيكم، وكل من قام على هذه الشبكة المباركة، لكم مني التقدير والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مساعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الزانكس والذي يعرف باسم البروزولام حقيقة هو دواء رائع جداً، ودواء جميل لإجهاض نوبات الهلع والهرع، وعلاج القلق والتوترات خاصة التوترات الظرفية، وعسر المزاج المؤقت، لكن يعاب عليه أنه دواء تعودي هذه حقيقة علمية لا نستطيع أبداً أن ننكرها، والخوف من التعود حقيقة ناتج من أن الإنسان يدخل في حالة اعتمادية أو حالة استعبادية، ويعتقد أن هذا الدواء مفيد له، والدواء يكون غير مفيد، بعد مضي سنه تقريباً الدواء يكون غير مفيد، لكن الإنسان استعمله خوفاً منه لأن التوقف عنه مباشرة قد يؤدي إلى آثار انسحابية، قد تؤدي إلى قلق شديد، هذه حقيقة علمية مهمة جداً.

هنالك تقارير كثيرة جداً تقارير علمية وذات مصدقية أن تناول هذه المركبات -تناول البنزودايزبينات عامة- على المدى البعيد قد يؤدي إلى ضعف في التركيز، وربما الذاكرة، لذا يجب أن نستعملها استعمالا ظرفياً مؤقتاً عند الحاجة، وأن لا نتساهل مع أنفسنا، من أهم الأشياء هو أن يكون لديك العزيمة ولديك القصد السليم أي النية الكاملة في التوقف، وأحسب أنه لديك هذه النية للتوقف من هذا الدواء، والنية السليمة هي جزء كبير جداً مما نحتاج، أن لا تحدث آثار جانبية شديدة، قد تحدث آثار جانبية لكن قد تكون بسيطة جداً، ولكن في جميع الحالات، لأن التعود النفسي أيضاً موجود، غير التعود الجسدي التعود النفسي، بمعنى أن الإنسان يكون نمطياً ويعرف أنه يجب أن يتناول هذا الدواء في الوقت المحدد، وحين يفقده سوف يحس بأنه قد افتقد شيئاً عزيزا، وهذا هو التعود النفسي.

أنا أنصحك -أخي الكريم- بأن تخفض الدواء تدريجياً، وأنا أعتقد مدة ثلاثة أشهر للتخلص منه ستكون كافية جداً، أنت الآن تتناول 1 مليجرام يومياً، أنا لا أعرف أنت تتناولها جرعة واحدة في اليوم أم تقسم هذه الجرعة، عموماً أيا كان، أريدك أن تخفض بنسبة ربع مليجرام في الشهر الأول، أي تتناول 1 مليجرام إلا ربع وهذه ليس تخفيضاً كبيراً، وهذا يجب أن يحضرك نفسياً وتهيء نفسك للتخلص من الزانكس، في الشهر الثاني اجعل الجرعة نص مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اجعلها ربع مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أسابيع، ثم اجعلها ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وحتى نساعدك: أريدك حين تصل لجرعة ربع مليجرام يومياً أن تضيف عقار يعرف باسم الميرتازبين، دواء رائع جداً، هو مضاد للاكتئاب في الأصل، لكنه يحسن النوم بدرجة كبيرة، ويزيل القلق، تتناول الميرتازبين بجرعة ربع حبة أي 7.5 مليجرام، لأن الحبة تحتوي على 30 مليجراما، تناول الميرتازبين يومياً جرعة ربع حبة لمدة شهر، ثم ربع حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

لا بد أن تحرص أيضاً على تكثيف ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، لأن هذه من الآليات الجيدة جداً لتحسين النوم، وإزالة التوتر، وفي ذات الوقت لها أثر إيجابي جداً على منع الأعراض الانسحابية التي قد يسببها التوقف عن الزنكس.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً