الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد في خطبة فتاة طيبة ولكنها تسمع الغناء، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

وأشكركم على هذا الموقع الرائع.

أنا شاب عمري 30 سنة، سعيت جاهدا للزواج، وفي الآونة الأخيرة أرشدوني إلى فتاة تدرس أطفال الروضة في المسجد، أعجبتني من ناحية الجمال، وهي عفوية جدا، تتكلم وتضحك، تصلي، وتلبس الجلباب العادي، لكنها تسمع الغناء، وعندما قلت لها أنه حرام، لم تقتنع، وقالت: لا بد من عدم نسيان النصيب من الدنيا، وأيضا تنشر صورها في قصص الفيسبوك أو صفحتها أحيانا بالحجاب طبعا، وهذا الأمر لم يعجبني نهائيا، فسألتها، فقالت: أنشرها لصديقات معينات وأنت فقط.

أنا بحكم شخصيتي الجادة لم أعجبها، وقالت: أنت غامض جدا، ولا تتكلم كثيرا، وهكذا. وعندما حدثتها عن الشروط والسكن وجدتها موافقة، ولا تشترط كثيرا، وهذا الأمر أفرحني، فاستخرت الله عدة مرات، لكن لم أرتح لها، ولم يعجبني كلامها وانتقادها لشخصيتي، وسماعها للغناء، بالرغم من أنني أحسست أن قلبها طيب، وتغضب، وتعود.

وهي تريد مني قرارا في أقرب وقت، وأنا حائر، هل أتقدم لخطبتها وأتغاضى عن السلبيات التي ذكرتها، أم أبحث عن غيرها؟ مع العلم أنني بحثت كثيرا، وتعبت من البحث، وفي نفس الوقت أريد زوجة صالحة متدينة، تتفهمني، وأرتاح لها، وذات شخصية متوازنة.

أرشدوني عاجلا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن الكريم والأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُعينك على اتخاذ القرار الصحيح الذي يُوصلك إلى السعادة والاستقرار.

لا شك أن الشاب هو صاحب القرار، وأن الإنسان ينبغي أن يُدرك أنه لن يجد في البنات فتاة خالية من العيوب، كما أن الفتاة ما ينبغي أن تحلم برجل بلا عيوب، فنحن بشر والنقص يُطاردُنا، وطُوبى لمن تنغمر سيئاتُه في بحور حسناته الكثيرة، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

الفتاة المذكورة عندها مخالفات، وواضح أن فيها أيضًا إيجابيات، ومن حقك أن توازن بين هذه الأمور، ومن المهم أن تعرف قابليتها للتحسُّن، يعني: الذي عنده أخطاء وعنده قابلية في أن يتحسّن، ويريد أن يتوب ويعود إلى الله تبارك وتعالى؛ هذا خيرٌ من الذي يُصِرُّ على المعاصي، ويرفض أن يُحسّن من وضعه وحاله.

وبما أن الأيام تمضي ومحاولاتك قد كثرت، فأرجو أن تُشرك الأسرة في الاختيار، ثم تستخير الله تبارك وتعالى، ثم تُشاور مَن يعرفك ويعرف الفتاة. إذا وُجد في محارمك وفي أهلك مَن يمكن أن يتعرّف على الفتاة، فإنها ستُعطيك إفادات مهمّة، فالنساء أعرفُ بالنساء. ولكن أجدُ في نفسي الميل القبول للفتاة بالمواصفات المذكورة، والاجتهاد في تحسين مستوى التزامها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

أكرر: أنت صاحب القرار، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً