الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تعلقت بأستاذها في المدرسة

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة متدينة، وأحب هذا الدين كثير، وكثيراً ما تجدني أفكر في مستقبلي من هذه الناحية -أي الناحية الدينية-.
وفي المدرسة التي أدرس فيها يوجد أستاذ يدرس التربية الإسلامية، وهو شاب في الـ 29 من عمره. وفي الحقيقة أن هذا الأستاذ يتمتع بخلق وإيمان جد قوي، بل أنا أحياناً أعتبره أنه إنسان جد مثالي، خصوصاً ونحن في هدا العصر، وأمام هذه المغريات، ودفعتني هذه العوامل السالفة وعوامل أخرى إلى الاهتمام به، ورغم أنني قد درست عنده السنة الماضية وهذه السنة لا، إلا أنني أجده دائماً أمامي، مصادفة تتكرر، فأينما ذهبت وجدته، سواء داخل المدرسة أو خارجها، ولأنني أخاف من المعصية أو الوقوع فيها لا أعرف كيف أتصرف، رغم أنني أحسب نفسي إنسانة عاقلة ورزينة.

كما أنني أحس أنه أيضاً لا يتعامل معي بنفس التعامل الذي يتعامل به مع باقي الفتيات، وبما أنه خجول تجده معي أكثر من خجول، ولكنني أنا أيضاً جد خجولة، أرجو منكم النصيحة التي تفيدني وشكراً، مع العلم أن هذه السنة -إن شاء الله- هي سنة التخرج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فهنيئناً لمن تحب هذا الدين، وويل ثم ويل للعاصين، وما أحوجنا إلى مراقبة رب العالمين، أبشري فإن الحياء من الدين، وهو مما يميز البنات الصالحات، وكم هو خطير وجود البنات مع البنين، ونسأل الله أن يحفظ فتياتنا وشباب المسلمين.

وإذا تمكنت من إيصال رغبتك في الارتباط به عن طريق إحدى محارمه فلا بأس في ذلك، وقد أرسلت خديجة الطاهرة -رضي الله عنها- إلى نبينا الأمين من تعرض عليه رغبتها فيه، ولعل في هذه الطريقة حفظ لحياء المرأة ودفع للحرج عن الرجل؛ لأنه قد يكون مرتبطاً أو متزوجاً وربما لم تكن عنده رغبة، وربما كان ذلك مجرد تبادل للاهتمامات.

وأرجو أن تحرصي على التوبة إلى من يجيب من دعاه، واسألي الله أن يعطف قلبه إليك، وأن يجعله من نصيبك، وإذا ظهر لك ما يدل على رغبته، فاطلبي منه أن يطرق الباب ليقابل الأولياء والأحباب.

ونحن ننصحك بالاشتغال بما يرضي الله، وتجنبي الذهاب إلى مواطن الرجال، واعلمي أن الإسلام يفضل أن تكون المرأة مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وتمسكي بدينك وحجابك، وأدي حق والديك، وصلي أرحامك، وكوني في خدمة الضعفاء والمحتاجين، واحفظي الله تجديه أمامك يجلب لك الخير ويصلح لك بالك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضك به!
والله الموفق.




مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً