الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسكن مع قريب لي في سكن واحد وهو لا يهتم بالنظافة، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر 40 عاما، وأنا مغترب، وأسكن مع ابن خالة زوجتي في غرفة واحدة، وعمره 31 عاما، وهو له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في هذه الوظيفة.

سؤالي هو: أنه لا يهتم بنظافة سريره، بمعنى أنه نفس الفرش لمدة أكثر من 6 أشهر، مما نتج عنه رائحة كريهة في الغرفة، وأنا لا أعرف كيف أقول له، علاقتي به لا تسمح لي أن أصارحه ولا أدري ردة فعله، ولا أتقبل فكرة أن يحرجني أو أن أتسبب له بضيق.

أفيدوني بالله عليكم، هذا الوضع يتعبني، ومرتبي لا يسمح أن أستقل في شقة منفردا، حيث أننا نسكن في سكن الشركة، ونحن 10 أشخاص في الشقة.

في انتظار ردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نشكرك على حرصك على مشاعر الآخرين ومراعاة الود وصلة الرحم وحفظ الفضل، ونؤكد على وجهة نظرك أن النصح في أمور النظافة قد تُفهم بشكل خاطئ أو تعتبر مسبة، لا سيما وأن العلاقة بين الطرفين لا تسمح بالمصارحة في تلك الأشياء.

ولكن قد يلجأ الإنسان إلى بعض الحيل التي توصل الفكرة أو النصح للشخص دون جرح مشاعره، جرب مثلا أن تشتري فرش لك ولسريره وتحاول تغييره في وقت هو غير موجود فيه، وكأن الأمر يشملك ويشمله، وتطرح الأمر وكأنه اهتمام بنظافة الغرفة بشكل عام.

حاول أن تُظهر له اهتمامك بنظافة سريرك والغرفة المشتركة بينكما، تحاول مثلا تغيير فرش سريرك أمامه وتبخير الغرفة، في رسالة مباشرة له أن تلك الأمور بديهيات يجب على الإنسان عملها، دون أن تذكر له شيء.

حاول أن تضع معه جدولا للتنظيف والاهتمام بالغرفة، وفي يومك حاول أن تغير له الفرش في رسالة غير مباشرة أن فرش السرير يجب أن يغير.

إذا لم تصلح تلك الوسائل معه، حاول أن تصارحه بشكل لطيف بهذا الأمر، لكن يجب وضع مقدمات تلطيفية، مثل (نحن أخوة وأقارب .. وأتمنى ألا تحزن مني .. لكن هناك كذا وكذا يضايقني) .. فالأسلوب يخفف من وطأة التوجيه بشكل كبير.

أسأل الله أن يزيدك حرص على صلة رحمك، ويزيدك من الأخلاق دماثة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً