الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خائف من الزواج بعد تجربتي الأولى وأريد النصيحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت متزوجا وحصلت خلافات بيني وبين زوجتي وطلقتها بعد دخولنا إلى المحاكم وكثرة الخلافات.

خطب فتاة وتقدمت لها بعد شهرين من الطلاق، وصارت تراودني أحلام في إعادة زوجتي السابقة إلى عصمتي رغم ما حدث، ولا أجد تفسيرا لهذا الحلم.

أنا خائف من ظلم الفتاة التي خطبتها، لا أعلم هل يمكنني حبها، أم أنها سوف تتأذى من أحلامي بزوجتي السابقة؟ وهل تسرعت في الخطبة؟

أنا قلق وخائف من أن تكون مثل زوجتي السابقة، وترفع علي القضايا، ويحكم بحبسي مرة أخرى، علما أنها طيبة وجيدة، ولا أريد ظلمها بتفكيري.

أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير وأن يسعدك وأن يكتب لك الاستقرار في حياتك الزوجية والأسرية.

لا يخفى عليك أن الإنسان ينبغي أن يتعلم من تجاربه في الحياة، وما من تجربة يخوضها الإنسان إلا وفيها دروس، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، وعلى كل حال فأنت أعلم بمصلحتك، ولا مانع من أن يتزوج الإنسان بعد الطلاق مباشرة، لا مانع من الناحية الشرعية، ولكن ينبغي أن تؤسس الحياة الأولى على أسس وقواعد، ويستفيد الإنسان من الأخطاء التي حصلت في حياته الأولى، وما يراودك من أحلام ليس من المصلحة أن تعرف به المخطوبة الجديدة، وليس من المصلحة أن تذكرها أو تخبرها بأنك تفكر في إعادة الأولى إلى عصمتك، واترك هذا الأمر لوقته، أقبل على حياتك الجديدة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، وحاول أن تتفادى السلبيات التي حصلت منك، والمواقف التي تتمنى أن لا تتكرر في حياتك.

وأعلم أن النساء يختلفن وكذلك الرجال، بل أصابع اليد الواحدة مختلفة وتتباين فيما بينها، فما حصل من الفشل من الأولى ليس من الضروري أن يتكرر مع الثانية.

ونسأل الله أن يعينك على الخير، عليه نوصيك بكثرة الدعاء، ثانياً بإخفاء هذه المشاعر التي عندك، ونحن ننصح باستخدام المضي في حياتك الجديدة مع الفتاة الأخرى التي وصفتها بهذه الصفات الجميلة، وأنت فعلاً تظلمها إذا كنت تعلن ما في نفسك من مثل هذه الأفكار، هذه الأفكار ينبغي أن تكون محبوسة، ينبغي أن لا تقف عندها طويلاً خاصة بعد الخلافات الشديدة والدخول إلى المحاكم والأزمات التي حصلت، ومهما كانت المرأة فإن الرجل هو صاحب القرار وصاحب القوامة، والوصية توجه من النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا معشر الرجال: "استوصوا بالنساء خيراً"، وإذا أقام الرجل شرع الله وتأسى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله"، فإن الزوجة ستكون أطوع له من بنانه.

ولذلك أرجو إيقاف هذا التفكير، ستر ما ينقطع عندك من أفكار، بناء حياتك الجديدة على أسس وقواعد صحيحة واضحة، والسؤال من الفتاة ومن حقها أن تسأل عنك، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، ونكرر الترحيب بك في الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً