الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا أفعل للتخلص من التجشؤ المفرط؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تجشؤ مستمر ومفرط، منذ أكثر من 10 أشهر، زرت عدة أطباء، بعد العديد من الصور والفحوصات أجمعوا أنه ليس هناك مشاكل صحية.

ذهبت لشيخ قال لي: إنه سحر مأكول، والتزمت بفترة علاج بالقرآن، ولم يتغير شيء، وأنا الآن ملتزمة بسورة البقرة يومياً، وسماع الرقية، وشرب الماء المقروء عليه، لكن لا أشعر بتحسن.

ما نصيحتكم؟ ماذا أفعل للتخلص من التجشؤ؟

أفيدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ JINAN حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في موقعك استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه، ويَمُنَّ عليك بعاجل العافية، وقد أحسنت حين أخذت بالأسباب الحسّية والشرعيّة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله داءً إلَّا وأنزل له دواء)، وقال: (تداووا عباد الله)، وقد أخذت أنت بهذا السبب وأحسنت في ذلك.

كما أحسنت أيضًا في الأخذ بالأسباب الروحيّة للتداوي بالرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية شفاء بإذن الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء}، وقال: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاء} وقال: {قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء}، فالقرآن شفاء بإذن الله تعالى، وكذلك استعمال بعض الأحاديث النبوية المتعلقة بالدعاء والأذكار في الرقية، وقراءة ذلك على الماء، وشُرب الماء أمرٌ حسن.

نصيحتُنا لك بأن تستمري وتداومي على استعمال الرقية الشرعية، وأن تصبري عليها، فالله تعالى يُقدّر الأقدار على الإنسان ليختبر صبره، ويُثيبه على المصيبة التي نزلتْ به، ويرفع درجاته، ولله تعالى حِكَمٌ كثيرة في المصائب التي تنزل بالإنسان، فإذا قابلها المسلم بالصبر والاحتساب تحوّلت إلى عطايا ومِنح إلهية، فالصبر أجره عظيم، وقد قال الله في كتابه: {إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب}، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة).

هذا المكروه الذي أصابك من ورائه خيرٌ كثير، فاصبري واحتسبي حتى يأتي الوقت الذي قدّره الله تعالى لذهابه عنك، وسيأتي، فأحسني الظنّ بالله، فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظُنّ بي ما شاء).

استمري فيما أنت فيه، وأكثري من اللجوء إلى الله تعالى ودعائه بالعافية والشفاء، وسيمُنُّ الله تعالى عليك بالشفاء عن قريبٍ إن شاء الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً