الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ارتجاع المريء والتهاب المعدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على جهودكم المبذولة في هذا الموقع.

أعاني من مشاكل بالجهاز الهضمي، متمثلة في ارتجاع المريء، والتهاب المعدة، وقولون عصبي، وحالة نفسية سيئة مع قلق، حيث أشعر بالنهار بضيق نفسي شديد، مع تعب، والشعور بالاختناق، مع فقدان شهية تامة للطعام، وجربت مجموعة من مضادات الاكتئاب، (دولوكسوتين وسيرترالين وسيبراليكس وانافرانيل وسيروكسات).

عندما آخذ أي واحد منها ولو لمدة يومين أو ثلاثة تظهر لدي أعراض شديدة لا تطاق، متمثلة بالشعور بحرارة داخلية كالنار التي تحرق أعصابي، أو جلدي لا أعرف بالضبط في الظهر والرقبة والرأس والذراعين، مع أن حرارة الجسم طبيعية ولا توجد حرارة حقيقية، وهذا مع كل نوع أتناوله من مضادات الاكتئاب التي ذكرتها سابقاً.

لا أطيق التحمل فأتوقف عن تناول الدواء، وتستمر الأعراض بعد التوقف عن الدواء الذي آخذه لمدة ثلاثة أو أربعة أيام على الأكثر، لمدة أسبوع أو اثنين، حتى تزول بعد التوقف عن الدواء.

ما هو سبب ما يحصل معي من أدوية الاكتئاب على الرغم من أني آخذ نصف حبة دوجماتيل 200 يومياً، ولكن لا تفيد، وأنا مستمر على الدوجماتيل منذ أكثر من عام، واستشرت أحد الأطباء فقال يمكن أن تكون متلازمة سيروتونين أو حساسية من أدوية الاكتئاب، ولكن قال: إن أعراض المتلازمة لا تستمر أكثر من يومين إذا حصلت وأشار علي بدواء فالدوكسان، لأنه يعمل بطريقة مختلفة عن الأدوية السابقة، فما رأيكم به؟

علماً بأني أرتاح من أعراضي في الليل، وتعود في الصباح، حتى الحالة النفسية تتحسن ليلاً.

أرجو منكم مساعدتي، فلقد تعبت كثيراً، جسدياً ونفسياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ارتجاع المريء والتهاب المعدة والقولون العصبي كلها أعراض عضوية وليست نفسية، وتحتاج إلى تحليل جرثومة المعدة، وعمل منظار على المعدة، لبيان إمكانية وجود فتق في الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى ارتجاع المريء وضيق التنفس، وبحة الصوت في الصباح.

القولون العصبي مرض وقائي من الدرجة الأولى، بحيث إن تناول الغذاء الصحي والوجبات الخفيفة والمتكررة يساعد كثيراً في الشفاء من أعراض القولون، من انتفاخ وغازات وتجشؤ.

يمكنك تناول عصير أوراق النعناع والريحان مع الليمون، والقليل من العسل، على أن يعتبر العصير الرسمي لكل أفراد الأسرة.

القولون يحتاج إلى شرب الماء بشكل جيد، وتناول الطعام الذي يحتوي على ألياف طبيعية، مثل الخضروات المطبوخة والسلطات وزيت الزيتون، ويمكنك تناول كوب من منقوع بذور الشيا chia seeds، وملعقة من الصمغ العربي في كوب ماء يومياً لعدة أيام.

كما أن تناول كبسولات البكتيريا النافعة probiotic مرتين في اليوم يساعد في علاج عسر الهضم، ويخفف من مشاكل القولون، كما يمكنك تناول حبوب Duspatalin Retard والاسم العلمي (mebeverine) مرتين في اليوم، مهم في علاج القولون العصبي.

نؤكد دائماً على أهمية ضبط مستوى فيتامين D من خلال أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعياً لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل حبوب مغنسيوم جليسينات 500 مج وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر وهي موجودة في الصيدليات وفي محلات المكملات الغذائية.

بعد الاطمئنان على المعدة وعدم وجود جرثومة أو علاجها إن وجدت، وعدم وجود فتق في الحجاب الحاجز، والتعامل مع القولون بالغذاء الصحي فقد تتخلص من تلك الأعراض، ولا حاجة لك لتناول الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي المهم في الدماغ، والذي للعلم يفرز معظمه من القولون.

يمكنك العمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي، من خلال ممارسة رياضة المشي أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين وصلة الرحم وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموما لما تيسر لك من كتب، والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً