الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فارق العمر بين الزوجين وأثره في استقرار الحياة الزوجية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدم لي رجل يكبرني بـ 24 عاماً، ولكنه يبدو شاباً وصحته البدنية قوية مثل الشباب، معجبٌ بالتزامي وتديني وأني أنضج بكثيرٍ من بنات جيلي، وأعجبني أنه متدينٌ ومختلفٌ عن شباب جيلي، وهو على خُلقٍ والجميع يشهد بذلك، ولكني أتردد حين أفكر أني قد أكبر وحدي، أو قد أختلف معه في بعض الأمور بحكم فارق السن بيننا، أو قد يغار علي، فهل أفكر فقط في تدينه وأخلاقه التي تعجبني أم أنتظر؟ هل الاستمرار بالإعجاب به ورغبتي في الارتباط به بحكم أننا متفقان عقلياً ودينياً يُعد صحيحاً؟ أنا في حيرة، أرجو منكم مساعدتي على تكوين صورةٍ واضحةٍ لكي أتخذ قراري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال.

أرجو أن تعلمي أن الوُدَّ والحبَّ والنجاحَ في العلاقة الزوجية لا يعرف فوارق العمر، فإذا وُجد الوفاق والاتفاق وحصل الميل المشترك وأعقب ذلك الميل انشراح وارتياح، فإن هذا هو أهمّ وأوّل وأكبر المعايير لنجاح العلاقة الزوجية، ولا يخفى عليك الفرق الكبير في العمر بين النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة التي كانت تكبُرُه، وبينه وبين عائشة، وبينه وبين صفيّة، والنبي صلى الله عليه وسلم أسعد الجميع، ولذلك التلاقي إنما يكون بالأرواح، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ).

وأنا سعيدٌ لأنه أُعْجِبَ بدينك، وأنت أُعجبتِ بخُلقه ودِينه، وهذه أعلى المؤهلات في الطرفين، بل هي المؤهلات التي ينبغي أن نضع عليها أعيننا، لأن الدّين إذا وُجد يُصلح بقية العيوب وبقية الخلل.

المخاوف التي ذُكرتْ ليست في مكانها، لأن الإنسان لا يدري أولاً أيُّنا أطولُ عمرًا، والأمر الثاني: الإنسان ينبغي أن يعيش حياته مع مَن طرق الباب وجاء بالطريقة الصحيحة، وقد أحسنت فهذه النوعية من الرجال نادرةٌ في زماننا.

ممَّا يُطمئنُ أكثر أن الرجل يحافظ على صحته وأنه يبدو عليه الشباب والحيوية، ولذلك أنت في مقام بناتنا وأخواتنا، ونحن نميل إلى الموافقة على هذا الرجل، بل نميل بالاستعجال في إكمال المراسيم، ونوصيك بأن تُوقفي أي علاقات، حتى يكون لهذه العلاقة غطاءٌ شرعيٌ، وذلك بأن يأتي إلى أهلك ويطلب يدك رسميًّا.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدكم، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً