الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا نجد ما نسد به حاجتنا بسبب القروض الربوية

السؤال

السلام عليكم.

زوجي مديون للبنوك بمبالغ كبيرة على شكل قروض ربوية، وقيمة الدفعة الشهرية التي يسددها أكثر من ثلاثة أرباع راتبه، وما يتبقى منه لا يكفي لسد احتياجات الأسرة.

مع العلم أن زوجي يملك سيارة يستطيع بثمنها أن يسدد حوالي 70% من قيمة القروض، ويملك أيضا بناء للإيجار يستطيع من خلاله سداد المبلغ المتبقي من القروض خلال سنتين فقط دون أن تدخل الأسرة بضائقة مادية، ولكن زوجي رفض هذه الحلول جميعها، وقد نصحته مرارا وبينت له حرمة الربا وعقوبته، ولكنه لا يصغي لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

لقد أحسنت غاية الإحسان -ابنتنا الكريمة- حين نصحت زوجك وذكرتيه بحرمة الربا، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم في آيات كثيرة بأن الربا ممحوق، وأن عاقبته إلى قلة، وفقر وخسارة، فقال سبحانه وتعالى (يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَٰتِ)، فنصيحتنا لك أن تستمري بمناصحة زوجك وتذكيره، ويستحسن أن تستعملي الأدوات الممكنة في التأثير عليه، فإن كان لا يصغي لنصحك أنت المباشر فانظري فيما هي الأدوات التي يمكن أن تؤثر عليه مثل إسماعه بعض المواعظ التي تخوفه من لقاء الله تعالى وتذكره بعواقب الربا، ومثل الاستعانة بالأقارب الذين لهم كلمة مسموعة عنده ويتأثر بهم، وإنشاء العلاقات الأسرية مع الأسر التي فيها أناس صالحون متدينون فربما اكتسب أصدقاء وأصحاب من أهل الاستقامة يؤثرون عليه، فإن الصاحب ساحب كما يقول الحكماء، والمرء على دين خليله.

وقبل هذا وبعده الإكثار من دعاء الله تعالى له بالهداية، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فوصيتنا لك -ابنتنا العزيزة- أن لا تيأسي وأن تحسني الظن بالله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودك ومحاولاتك بالنجاح، فإذا نجحت في ذلك ستكونين قد حققت إنجازاً عظيماً، وأنقذت زوجك من الوقوع في كبائر الذنوب، وحفظت أسرتك أيضاً من الوقوع في مضايق الحياة، وهذا كله خير كثير يعود عليك بالنفع.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لكم الخير، وأن يتوب على زوجك، ويصلح أحوالكم كلها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً