الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم مساعدة الزملاء غير الملتزمين في مشروع التخرج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية، في هذه السنة يقوم كل طالب أو مجموعة صغيرة من الطلاب قد تصل إلى 3 أشخاص بعمل مشروع للتخرج.

كنت قد اتفقت أنا مع اثنين من زملائي قبل عام بعمل المشروع سوياً، مع العلم بأني وزميليّ هذين من أوائل الدفعة.

الآن أنا في سنتي الأخيرة، ومن المفترض أن نقوم بعمل المشروع، ولكن لدي إحساس بأننا قد ظلمنا بقية زملائنا في الدفعة، لأننا عملنا سوياً ولم نقم بتوزيع أنفسنا مع بقية الزملاء الأقل مستوى، فماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن العزيز: نسأل الله العظيم أن يكتب لكم النجاح والفلاح، وأن ينفع بكم بلاده والعباد، وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا.

جزاك الله خيراً على هذه المشاعر الطيبة تجاه بقية الزملاء، ولن يكون عليكم حرج أو بأس، وأرجو أن تجتهد في مساعدة من يحتاج إلى المساعدة، ولا تبخل عليهم بالرأي والمشورة، واحرص على الدعاء لهم بالتوفيق والنجاح.

وإنما يكون الحرج والإثم على من يتكبر على زملائه؛ لأن الله أعطاه عقلاً ومنحه تفوقاً، ومثل هذا الإنسان قد يسلب هذه النعمة؛ لأنه لم يؤدِ شكرها على الوجه المطلوب.

والصواب أن نعرف أن نعم الله مقسمة بين عباده، ولكل إنسان موهبة، لكننا أحياناً لا نفلح في اكتشاف تلك المواهب، فليس في الناس ذكي وبليد، ولكن كل ميسر لما خلق له، فقد يصبح بعض الطلاب الضعاف في تحصيلهم العلمي من أنجح الناس في الحياة مستقبلاً، وعندما يتأمل الإنسان يجد أن بعض الناس أعطي مالاً وحرم العافية، وبعضهم وهب عافية وحرم المال، وبعضهم وهب عقلاً راجحاً وحرم الولد والذرية، وهكذا...، والسعيد هو الذي يرضى بما قسم الله له، ويجتهد في شكر النعمة، ومن شكرها عدم استخدامها في المعاصي؛ (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ)[القصص:17].

فلا مانع من أن تعمل المشروع مع الذين اتفقت معهم، مع شعوركم بالتواضع لإخوانكم وبذل العون لهم، واجتهدوا في تخليص العجب والغرور.

وشعورك هذا دليل على بذرة خير في نفسك، وأرجو أن تنمي هذه الروح، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وخير الناس أنفعهم للناس وأطوعهم لرب الناس سبحانه.

أسأل الله لكم دوام التوفيق والنجاح، وجزاكم الله خيراً، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً