الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم قبولي في الوظائف التي أتقدم إليها، هل يعني أنني مسحور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري ٢١ سنة، أنهيت دراستي الثانوية، ثم عملت لبعض الوقت، والآن أنا عاطل عن العمل منذ سنة ونصف. أبحث يوميًا عن عمل وأدعو الله أن ييسر لي أمري، ولكني أشك أنني مسحور؛ لقد أرسلت سيرتي الذاتية للكثير من الشركات، ولكن دائمًا الإجابة تأتي بالرفض، مع أنني يوجد لدي خبرة في مجال عمل تلك الشركات!

قبل أسبوع ذهبت لمقابلة عمل مع مصنع إنتاج، مع أن المقابلة سارت بشكل ممتاز، وتوافرت لدي الخبرة والمتطلبات اللازمة للقبول، ولكن تفاجأت باليوم التالي أنه تم رفضي من العمل بدون سبب مقنع، ولا أدري ماذا أفعل؟

هل أنا فعلًا مسحور؟ وماذا أفعل ليرزقني الله بعمل حلال؟ مع العلم أنني في الأيام الأخيرة مواظب على تلاوة القرآن والاستغفار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك كيد الكائدين ومكر الماكرين، وأعين الحاسدين وأعمال السحرة والمشعوذين، إنه سميع قريب. وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه:

• بداية أنصحك أخي الحبيب بأن يكون قلبك متعلِّقًا بالله تعالى وحده، وأن تعلم أن كل ما يجري في الكون فإنما يجري وفق أقدار الله، وأنه لا يمكن لأحد كائناً من كان أن يغير قدر الله أبداً لا ساحرًا ولا غيره، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فاطمئن ولا تشغل بالك بهذا الأمر.

• عدم قبولك في الكثير من الوظائف لا يعني تماماً أنك مسحور، وإنما هي فرص العمل والمنافسات، وفوق هذا وذاك هي الأقدار.

• كن مطمئناً بالله عز وجل وأن ما يختاره لك فهو الخير سواءً تم القبول في وظيفة، أو لم يتم القبول بها: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

• ما كان منك من طاعة لله، فلا تطلب من الله المقايضة عليها، وإنما أنت تحرص على تلاوة القرآن والاستغفار من أجل الله وطلب مرضاته، ثم من ثمرات هذه الطاعات جلب الرزق والخير لك، فلا يصلح أن تربط عباداتك بما يمن الله به عليك من الرزق، وكأنك تقول يجب على الله تعالى بما أني أعبده أن يعطيني ويعطيني وألا يحرمني!

• يبتلي الله عباده بالفقر والغنى لينظر سبحانه هل يصبر الفقير ويرضى عن الله أو يتسخط، وينظر هل يشكر الغني ويعرف حق الله تعالى؟

• احرص على الأسباب الجالبة للرزق بإذن الله، والفاتحة للخير على العبد والتي منها: لزوم تقوى الله، وكثرة الاستغفار، وصلة الرحم، والصدقة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وشكر الله على القليل والكثير، وكثرة الأذكار، ودعاء الله على كل الأحوال، وحسن التوكل على الله عز وجل.

أسأل الله أن يحفظك ويصلح حالك وبالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً