الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة هلع بعد ترك المخدرات، فما العلاج؟

السؤال

أنا شاب، كنت قد تعاطيت مجموعة من المخدرات، وبعد مدة أصبت بنوبة من هلع، وأخذت مجموعة وتحسنت حالتي.

بعد مدة تناولت معجوناً فأصبت بعدها بوسواس الجنون، وأحس أن جزءاً من دماغي فارغ، ثم ذهبت إلى الطبيب فأعطاني ميدازيبين 5 وسيرترالين 50 (نوديب)، وانقطعت عن المخدرات بعد أن كنت لا أستطيع التخلي عنها، وبدأت حالتي تتحسن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yassine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب.. ونشكر لك صراحتك بما كتبت إلينا في هذا السؤال، وخاصة أنك أفصحت عما قمت به في الفترة الماضية من تعاطي المخدرات، ولا غرابة أنك أصبت ببعض الأمور كنوبات الهلع أو الذعر كما نسميها أحياناً، وأضفت أيضاً في سؤالك شعورك بوسواس الجنون، فنعم أريد أن ألفت انتباهك وأحذرك أن المخدرات هي مدمرات للحياة، حيث إنها تضعف الإنسان وتأخذ منه إرادته وحريته فيصبح عبداً لها.

طبعاً ليس هناك إنسان يبدأ بالتعاطي وهو يريد أن يدمن، وإنما لأسباب مختلفة قد يبدأ بتناول المخدر، إما من باب التجربة، أو من باب الاستجابة لضغط رفقاء السوء، ولكن ما هو إلا وقت قصير حتى يجد أنه انزلق في هذا الدرب فأصبح مدمناً لا يستطيع التوقف عن تعاطي المخدرات.

أحسنت -أخي الفاضل- بأن ذهبت للطبيب، وأكيد أنه شرح لك بالتفصيل تأثيرات المخدرات المختلفة التي ذكرت لنا جانباً منها، ولم تفصل لنا بأسمائها، ولكن أكيد أن الطبيب قد شرح لك مدى التأثير، وأعطاك (المدازبين وسيرترالين).

أنا أترك هذا الجانب لهذا الطبيب ليتابع معك هذا العلاج، ولكن أصارحك بأن ما أقلقني أكثر أنك انقطعت عن بعض المخدرات، وفهمت من سؤالك أنك لم تنقطع عنها كلها، وذكرت أنك لا تستطيع التخلي عنها جملة وتفصيلاً.

أخي الفاضل: أحذرك أولاً من أن الاستمرار في التعاطي، نعم سيضر -ليس هناك احتمال- وإنما أكيد سيضر بجملتك العصبية وبالدماغ، وبحيث قد تصل لا قدر الله إلى مرحلة لا تراجع عنها، ولكن في نفس الوقت أطمئنك أنك إن توقفت عن التعاطي؛ فالله سبحانه وتعالى وضع في أجسامنا قدرة ذاتية على التعافي وترميم الجهاز العصبي، وترميم الدماغ لنفسه.

الخيار متروك لك، الاستمرار بالتعاطي وفي هذا الحال عليك مواجهة عواقب هذا الخيار، والخيار الآخر أن تسلك طريق التعافي وطريق التوقف عن كل المخدرات، نعم في البداية قد تحتاج لبعض الوقت لبعض الأدوية النفسية التي تعينك على الإقلاع عن المخدرات، إلا أن هذه الأدوية النفسية أنت لست مضطراً إلى أخذها طوال العمر.

أترك للطبيب الذي تتابع معه ليشرح لك متى هو الوقت المناسب لتبدأ بتخفيف الأدوية لتصل للتوقف عنها، ولكن ليس قبل التوقف عن المخدرات كلها، وأخيراً أنصحك أنك إن لم تستطع التوقف عن المخدرات من نفسك؛ فأنصحك أن لا تتردد أو تتأخر في الذهاب لأحد المراكز العلاجية المختصة في علاج الإدمان، فالإدمان علاجه شقان: الشق الأول: التوقف عن التعاطي ولكن الشق الثاني وهو الأصعب تغيير نمط الحياة، لتحيا نمط حياة صحية بعيدة عن الانزلاق مجدداً في التعاطي.

أدعو الله تعالى لك بأن يشرح صدرك لتختار طريق التعافي، وأن يعينك وييسر أمرك لتستعيد نشاطك وصحتك وعافيتك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً