الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مديري يكثر من شتم العمال والموظفين، فما نصيحتكم له؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعمل في شركة غذائية، ومدير الشركة كثيراً ما يشتم ويسب ويلعن، فنصحته، وقلت له: أن كثرة الشتائم قد يعاقبك الله بها فيمنعك من طاعة كنت مواظباً عليها فتُحرم من التوفيق، وهكذا، فقال لي: هؤلاء الأشخاص الذين يعملون معنا -يقصد: المناديب، والسواقين، والعمال- لا ينفع معهم إلا هذا الأسلوب -يقصد الشتم-.

فأرجو منكم الجواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يوفقك.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:
• أولاً أشكر لك حرصك على الخير ونصيحتك لصاحب العمل، وأشكر لك شجاعتك هذه، وهذا هو الواجب على المسلم فكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة"، وفي مبايعة جرير بن عبد الله لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "وأن أنصح لكل مسلم"، فاستمر في نصحك له بالتي هي أحسن.

• أخي الكريم: السباب واللعن وبذاءة اللسان من المحرمات وهي معصية لله تعالى، بل هي من أكثر ما يدخل العبد النار كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال: "فإن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان الفرج والفم"، وقال: "وإن الرجل ليلقي بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب"، وقال: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء"، وقال: "وإن الله يبغض الفاحش البذيء".

• من المهم أن يعرف هذا الشخص أن ما يقوم به هو معصية وذنب، وأنه يجب عليه التوبة منه واستغفار الله.
• يجب أن يعلم، أن مقولته التي ذكرت في سؤالك (هؤلاء الأشخاص الذين لا ينفع معهم إلا هذا الأسلوب) أنها من حيل الشيطان والنفس؛ لكي يهرب من تأنيب الضمير، أو يبرر لنفسه هذه المعصية.

• يجب أن يعرف هذا الشخص الآثار السيئة التي تنتج عن بذاءة اللسان من: إحباط الأعمال وذهاب الحسنات، وسبب لمقت الله للعبد خاصة إذا تعود على هذه المعصية، وإفسادٍ للأنفس، وإيجادِ الحقد والضغينة والكراهية له، وقطع العلاقات، بل قد عدّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المفلسين يوم القيامة فقال: "إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه. فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ".

• من الجيد إذا استطعت أن تُسمِعهُ بعض مقاطع العلماء عن خطورة اللسان، عن طريق اليوتيوب أو ترسل له على الواتساب، أو تجعل خطيب الجامع الذي يصلي فيه الجمعة يخطب عن خطورة اللسان.

• قل له ضع نفسك مكان الطرف الآخر، فهل ترضى على نفسك هذا السباب واللعان.
• ذكره بالله وألّا يستغل ضعف وحاجة هؤلاء العمال، فيتعدى عليهم ويظلمهم ويؤذيهم؛ فقد يسلط الله عليه من يؤذيه أضعافاً مضاعفة.

• معالجة النفس من هذه المعصية من خلال الصدقة، فيتصدق عن كل سوء قاله بلسانه بمبلغ معين في كل مرة؛ فسيدفعه هذا إلى ترك السباب -بإذن الله-.

حفظك الله ووفقك، ونجاك وصرف عنك الشر وأهله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات