الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فتاة وأريد التحدث مع شاب ظلمني لأضع له حدًا.. فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

قرأت أحكام النظر وأحكام الحديث واستنتجت أن الحديث ليس موجبًا للنظر، وليس مستلزماً له، وصارت لدي أسئلة بخصوص الحاجيات والضروريات للنظر، وحاجتي هي أن هناك شاباً ظلمني وأريد أن أتحدث معه بالواقع لدفع الظلم عن نفسي، ولكنني لا أدري إن كنت بهذه الحالة أستطيع النظر إليه أم فقط يستلزم أن أتحدث معه دون النظر إليه.

وهناك أيضا شاب آخر يستفزني دائمًا، ويضايقني بتصرفاته وأريد أن أضع له حدًا؛ لأنني لا أحب الحديث مع الرجال إلا لحاجة أو ضرورة، فكيف أتصرف بهذه الحالة؟

مع العلم أني فتاة محجبة غير متبرجة ومحتشمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب..
أولاً: نسأل الله تعالى أن يوفقك للخيرات، ويجنبك كل أسباب الشر والفساد، ونشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى، وتجنب ما قد يؤدي بك إلى الوقوع فيما يسخطه عليك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك، ونسأل الله أن يزيدك هدى وصلاح.

وأما بالنسبة لكيفية العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية، وكيفية تعامل المرأة مع الرجل الأجنبي عنها، فإن الشرع الحكيم جاء بجملة من التدابير والأحكام ليقطع الطريق المؤدي إلى الفساد، فإن فتنة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل من أعظم الفتن التي حذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قال في الحديث: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، والشيطان حريص كل الحرص على استعمال المرأة في إغواء الرجل، والعكس كذلك.

ولهذا لا غرابة في أن الشرع الحكيم يأتي بتدابير بعيدة عن الوقوع في الجريمة الكبرى والفاحشة العظيمة وهي الزنا، فالشرع حريص على أن يسد الأبواب النافذة إلى هذه الفاحشة، ولهذا ضبط هذه العلاقة بجملة من الآداب، والمقصود منها سد أبواب الفتنة، ومنع ما يثير الرغائب والشهوات حتى لا يقع الإنسان في مرحلة ضعف فيما حرم الله تعالى عليه فيندم، فالخير كل الخير في التزام هذه الآداب، ففيها الصيانة والحماية، ومن هذه الآداب أنه منع المرأة من أن تتكلم مع الرجل بكلام يثير الشهوة من الكلام الذي فيه تكسر ولين ولغير حاجة تدعو إليه، أما إذا وجدت الحاجة الداعية للكلام أو الداعية إلى النظر؛ فإن الشرع لا يبطل حاجات الناس، بل جاء لتحقيق مصالحهم ودفع المفاسد والمضار عنهم.

ولذا نصيحتنا لك -ابنتنا الكريمة- بأن تكوني يقظة منتبهة لمداخل الشيطان التي قد يحاول الدخول من خلالها إليك، واستمري على ما أنت عليه من التحفظ عن الحديث مع الرجال الأجانب إلا لحاجة أو ضرورة، وهؤلاء الشباب الذين ذكرت ما ذكرت عنهم لا نرى حاجة تدعوك إلى الحديث معهم، ومن ثم فالنصيحة لك أن تعرضي عنهم، فذلك فيه خير كثير لك.

نسأل الله سبحانه تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً