الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشنج الحراري عند الأطفال، سببه، وعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفل بعمر سنة وثلاثة أشهر، عندما كان بعمر تسعة أشهر أصيب بحرارة بسبب الإنفلونزا، وعندما ارتفعت حرارته أكثر من 39 أصيب لأول مرة بتشنج لمدة دقيقة، مرة واحدة فقط، ثم توقف من نفسه، وعاد طفلي للنوم، واستيقظ وهو طبيعي، وأعطيته العلاج اللازم من خافض حرارة حتى ذهب المرض.

عندما أصبح بعمر السنة والشهرين ارتفعت حرارته لمدة يومين، ولكن كنت أعجل بخافض الحرارة، وفي اليوم الثالث ارتفعت حرارته بشكل كبير، ولم يكن خافض الحرارة متوفراً في وقتها، وحدث له تشنج غريب ولم يفقد الوعي كلياً وقتها، ولكن كانت هناك رعشات خفيفة مستمرة في اليدين والقدمين، وخروج رغوة من فمه مستمرة، وحركات في شفته السفلى لاإرادية.

استمر على هذا الوضع أكثر من نصف ساعة لحين وصول الإسعاف، وفي الإسعاف وضعوا له دواءً لإيقاف التشنجات، وحصل بعدها لديه ضيق تنفس.

اضطروا لوضعه على التنفس الصناعي، وقاموا بعمل تخطيط للدماغ، والصورة سليمة وطبيعية، وتحاليل الدم أظهرت فايروسين في الرئة، والتهابها.

مكث على التنفس الصناعي لمدة يوم، وعندما أوقفوا التنفس الصناعي أصيب بتشنج سريع قصير جداً، بسبب ارتفاع الحرارة لـ40، وبعدها أفاق، وبدأنا بالعلاج والمضادات والمحاليل.

ما تفسير ما حدث مع طفلي؟ ولماذا أصيب بصعوبة التنفس؟ وهل ما أصيب به هو تشنج حراري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التشنج الحراري febrile convulsions: مرض شائع عند الأطفال، في عمر ما بين 6 شهور إلى 5 سنوات، ويحدث التشنج نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، بسبب التهاب اللوزتين، أو الحلق أو الأذن أو الإنفلونزا، وأحياناً بسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس عن المعتاد، وعدم وجود ما يلطف درجة الحرارة.

تحدث نوبات التشنج هذه في الغالب بسبب عدم اكتمال نمو المخ في هذه السن الصغيرة، مما يجعله حساساً لدرجة الحرارة المرتفعة، فيؤدي إلى زيادة كهرباء المخ، وحدوث التشنجات، ولا يصح ترك الطفل في درجة حرارة مرتفعة، حتى في حال عدم وجود دواء، بل يجب غمره في إناء واسع به مياه ذات درجة حرارة مقبولة، لا ساخنة ولا باردة بل فاترة، ليلعب في الماء مع وضع الماء على رأسه، حتى تنزل درجة الحرارة، إلى حين إعطاء الطفل خافض الحرارة.

مع أهمية أن تحتوي الثلاجة على تحاميل أو لبوسات باراسيتامول خافض للحرارة؛ لإعطائها للطفل عند الضرورة، خصوصاً ليلاً في حال عدم وجود خدمات طبية لحين عرض الطفل على الطبيب المعالج، والتشنج الحراري الذي حدث للطفل أمر مختلف تماماً عن تشنجات مرض الصرع، ولا يصاب به مرة أخرى إلا إذا تعرض لارتفاع مماثل لدرجة الحرارة، ولكنه في العموم لا علاقة بينه وبين مرض الصرع.

صعوبة التنفس حدثت بسبب التهاب الرئتين، وهو في الغالب التهاب يحدث في الشعيبات الهوائية، bronchiolitis، أو التهاب رئوي فيروسي، مما يتطلب وضع الطفل على الأكسجين، وعلى موسعات الشعب الهوائية لحين استقرار حالته، وهو إجراء طبيعي في مثل تلك الحالات.

مع أهمية إعطاء الطفل 5 نقط من فيتامين D3 تحتوي على 500 وحدة دولية يومياً دون انقطاع، وإعطاؤه منتجات الألبان واللحوم والأسماك، التي تعتبر مصدراً مهماً من مصادر الكالسيوم.

مع أهمية فحص صورة الدم CBC، فقد يعاني الطفل من فقر دم دون أن تشعر الأسرة، وفي حال وجود فقر دم يعطى الطفل شراب الحديد، مع التغذية الجيدة، لتحسين المناعة، وتجنب كل شراب يحتوي على السكر لعدم فائدته بل لضرره، حيث يؤدي إلى فقدان شهية الطفل لتناول الطعام.

وفقكم الله لما فيه الخير .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً