الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب بكائي خلال فترة النوم بصورة لا إرادية؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي مشكلة لازمتني منذ وفاة أخي الشقيق منذ أربع سنوات، بعدها بدأت أبكي في كل مرة أنام فيها بصوت عالٍ بصورة لا إرادية، ولم أستطيع التخلص من هذه الحالة!

أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: التعبير عن الأحزان في حالة الوفيات، خاصة إذا كان الشخص الذي توفي إلى رحمة الله عزيزاً على الإنسان، التعبير عن الأحزان يتفاوت ما بين الناس، وهو مرتبط بالتطبع المجتمعي، والعادات، وشخصية الإنسان، وعلاقة الشخص الحزين بالشخص المتوفى، هذه كلها عوامل تؤثر على طريقة التعبير عن الأحزان، وكذلك مدة الأحزان، بكل أسف، بعض الناس أحزانهم تمتد لسنين.

لكن -يا أخي الكريم- هنالك أمور حسمت عندنا في الإسلام، الإنسان حين تنقضي أيامه في الدنيا ليس هنالك ما يمكن أن نقوم به حياله، إلا أن ندعو له بالرحمة، ونكون متيقنين أن ما عند الله خير وأبقى، هذه يجب أن تكون قناعة مطلقة رصينة ثابتة، فهذه نقطة جوهرية جداً، معظم الذين تمتد أحزانهم لديهم هشاشة حول هذا المفهوم.

أخي الكريم: أنا أحترم جداً مشاعرك، وأسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لشقيقك هذا، وقطعاً يجب أن تصل من كان يصلهم من أصدقائه، وإن كان قد خلّف أسرة وراءه يجب أن تعتني بهم، وتتصدق عنه بما تستطيع، لكن عملية البكاء ستقل عندما تنشغل بأمورك، والنسيان نعمة من الله، وإلا عشنا حياتنا في حزن، وهذا ما يتنافى مع ما يريده الله لنا، بل يريد الشيطان أن نحزن وقد وصفه الله بذلك (ليحزن الذين آمنوا) فالحزن الذي يعيق عن مسيرة الحياة، ويجعل الإنسان مهموماً دائماً هنا يصبح مشكلة ويحتاج لحل.

والبكاء في أثناء النوم حقيقةً وضع غير طبيعي، ويجعلني أقول لك: إنك تحتاج إلى فحوصات، لأنه في بعض الأحيان هذا النوع من البكاء في أثناء النوم، أو الكلام في أثناء النوم، أو المشي في أثناء النوم، أو حدوث الجاثوم أو الهرع الليلي، هذه ظواهر مرتبطة في بعض الأحيان بالقلق النفسي التوتري، كما أن العوامل الوراثية قد تلعب فيها دوراً، والإنسان إذا كان مجهداً جسدياً أو نفسياً أيضاً قد يمر بهذه التجارب.

فيا أخي الكريم: اجعل قناعاتك حول وفاة شقيقك على الأسس التي ذكرتها لك، وبعد ذلك أقول لك تجنب النوم النهاري، وتجنب السهر، ومارس الرياضة، ويجب أن يكون طعام العشاء خفيفاً جداً ومبكراً، فتناول الطعام ليلاً وفي وقت متأخر، وإذا كان الطعام دسماً هذا يؤدي إلى هذه الظواهر، ومنها البكاء في أثناء النوم، والكلام في أثناء النوم والهرع، هذه كلها أمور متعلقة بالصحة النفسية، فيجب أن نهتم بها، والأذكار -يا أخي- هذه الأذكار عظيمة، خاصةً أذكار الصباح، وأذكار المساء، وأذكار النوم، فهي عظيمة، ويجب أن نذكر أنفسنا بها.

أريد أن أصف لك دواءً بسيطاً جداً يحسن من مستوى نومك، الدواء اسمه ايمتربتالين، تتناوله بجرعة 25 مليجرام ليلاً ساعة قبل النوم، لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، ومارس الرياضة، وطبق الإرشادات التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تعالى تختفي هذه الظاهرة، وهي ظاهرة البكاء في أثناء النوم، بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً