الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أبي وأمي بعد اختياري فسخ خطبتي؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة أردت فسخ خطبتي من شخص لم يعجبني، والدتي تقبلت الأمر ودعمتني في ذلك، وبعد عدة أيام طلبت مني أن لا أنفصل عنه، وإلا ستغضب علي، وإذا لم أقبل به فلن أحضر جنازتها.

حاولت إقناعها بأنها حياتي، وأنه لا يجوز أن تفرض عليّ هذا الأمر، وأصريت على فسخ الخطوبة، فما كان منها إلا أن غادرت المنزل مع أبي، ورفضت أن أتكلم معها أو أزورها، وهددت إذا قمت بزيارتها ستذهب إلى مكان لن يعلم به أحد، هل أنا آثمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به؛ وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

1- لا يوجد في الحياة امرأة تحبك أكثر من والدتك، ولا يوجد رجل يحب سعادتك كأبيك، ولا يوجد في الدنيا بأسرها من يرجو لك الخير مثل أمك وأبيك، هما أصدق فطرة، وأصدق عاطفة، وأقرب منك إليك، تلك فطرة الله التي خلقها فيهم.

2- رفض الخاطب من حقك، خاصة إذا وجدت فيه مناكير شرعية، فيجوز لك عدم القبول به، لكن كان يجب عليك إقناع الأهل قبل اتخاذ القرار.

3- إذا كان الرفض لأجل أسباب شرعية مقبولة، وقد اجتهدت في أخذ القبول من أهلك ولم تستطيعي، وكان لا بد من اتخاذ القرار حرصاً على دينك فلا إثم عليك، إن شاء الله.

4- إننا نوصيك بما يلي:

- الذهاب إلى الوالدين والبكاء بين أيديهما، والانطراح أمامهما، واعلمي أن فطرتهما حاكمة، ومتى ما رأوا حرصك على برهما أعانوك على ذلك، المهم أن يستشعرا ذلك.

- إذا تيقنت أن الذهاب إليهما قد ينعكس سلباً أو قد يهددا بالذهاب إلى مكان غير معلوم، فأرسلي رسالة صوتية إليهما على أن تكون طويلة، وتكون للوالد على حدة، والوالدة على حدة، وأن يكون فحواها: أنك لا تستطيعن العيش بدونهما، أظهري محبتك وحرصك عليهما، واجعليها طويلة حتى يتسنى للآلام الموجودة أن تندمل أو تقل.

- يمكنك كذلك الاستعانة ببعض أهلك الذين تحبهم الوالدة، وتستمع لكلامهم، ولا بأس أن يكون أكثر من فرد، بعضهم للوالد وبعضهم للوالدة.

- كذلك استعيني بشيخ الجامع الذي يصلي فيه الوالد، وكذلك بعض الأخوات الداعيات للذهاب إلى الوالدة والحديث معها.

- الدعاء أن يلين الله قلب أبويك، وأن يرزقك برهما في كل صلاة، والخلاصة أختنا: لا تتركي باباً إلا ويجب عليك طرقه حتى يرضى عنك والداك، هذا هو الطريق ولا طريق غيره.

نسأل الله أن يحفظهم، وأن يبارك فيهم، وأن يلين قلوبهم عليك، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً