الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين رغبة الوالد وكراهة التخصص الدراسي

السؤال

إن والدي يجبرني على تخصص الهندسة والذي لا أريده أنا، وذلك اعتقاداً منه بأني لا أعرف أن أختار وأن لهذا التخصص مستقبلاً كبيراً.

أنا أريد أن أتخصص في الإعلام؛ لأنه يتوافق مع أهدافي وطموحاتي ورغبتي وقدراتي، فهل أحقق رغبته على حساب رغبتي ومستقبلي أم العكس؟
علماً بأنه حذرني بشدة إذا تخصصت تخصصاً غير الهندسة.

فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن الكريم: أسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يعيننا وإياك على البر بالآباء، وأسأله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

كلٌ ميسر لما خلق له، ومن أسباب النجاح أن يختار الإنسان التخصص الذي تميل إليه نفسه، ويرى أنه يمكن أن يبدع فيه، وأرجو أن لا يكون الهدف من وراء العلم النظر إلى العائد المادي أو الوظائف أو المكانة الاجتماعية، ولكن ينبغي أن يكون الهدف الأول استخدام هذا العلم في مرضاة الله ونفع المسلمين، وتطوير مجتمعاتهم.

بعض الآباء ومن منطلق حرصهم ورغبتهم في ضمان مستقبل يعتقدون أنه الأفيد والأنفع لأبنائهم أن يتدخلوا في رغبات الأبناء.

أرجو بدايةً تقدير هذه المشاعر، والسعي لنيل رضى هذا الوالد، والاجتهاد في إقناعه بوجهة نظرك، وأرجو أن يعينك على ذلك الأعمام وأصدقاء والدك الكريم، وكذلك المعلمين، ولا شك أن رأي الوالدة أيضاً له أثرٌ على والدك .

ولا شك أن الإعلام أيضاً تخصص مهم جداً، خاصة في زماننا هذا، وإذا كنت تجد نفسك فيه وهو من طموحاتك فهذا ييسر لك التفوق فيه بإذن الله .

كما أن التخصص الذي يختاره الإنسان له علاقة قوية برصيده العلمي السابق ومستواه في مواد التخصص المطلوب، والفرق كبير بين مواد الإعلام والهندسة، فإذا كانت مؤهلاتك عالية، وقد حققت درجات عالية في كل المواد، فأرجو أن تحرص على إرضاء الوالد إذا أصر على كلامه، واحتسب ذلك عند الله، فإن رضى الوالدين مما يعيننا على التوفيق في حياتنا الدنيا، ويؤهلنا مع طاعة الله على فلاح الآخرة.

وعليك بتقوى وطاعته، والاجتهاد في طلب العلم، ولن ينال العلم كسول أو مغرور.
أسأل الله العظيم أن يوفقك، وأن ينفع بك بلاده والعباد، والله الموفق..

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً