الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب طفلي ولكن انتقادات الناس أرهقتني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أتوجه لكم بالشكر على جهودكم.

أنا مغتربة، ولدي طفل عمره سنة وشهران، رزقت به بعد خمس سنوات من زواجنا، فهو كل حياتنا، متعلقة به بدرجة كبيرة، ولا أتمنى من أحد أن يوجه له كلمة واحدة، ولكنني أعاني من تدخل الناس الغرباء، علاقاتي سطحية مع الجميع، ويظل طفلي برفقتي أينما ذهبت إلى البقالة أو السوق، فلا يوجد لدي أحد لأضعه عنده، والناس تتدخل دائمًا؛ لأنه دائمًا معي -تجيبيه وتحمليه، وصار شابًا وأنتِ تحملينه ويتعبك-، أنزعج من كلامهم جداً؛ لدرجة أنني أريد أن أبكي.

طفلي نقطة ضعفي، وأود أن نوفر له حياة كريمة أنا وأبوه، وأشعر بأن الناس تستغرب، ويتدخلون، وأنا لا أرد عليهم أبتسم فقط، هل هذا ضعف مني ومن شخصيتي، أم أنني أعطي الأمور أكبر من حجمها؟

أنا أعلم أن الناس أجناس، والجميع لا يفكر مثلي، أتمنى الرد عن حالتي ووضعي، فالموضوع أتعبني، ولا أتقبل كلام أحدهم لو كان تدخلًا في شؤوني وطفلي، وهل تعاملي مع الأمور بابتسامه فقط دليل ضعف مني؟ أنا أتجاهل كل الكلام، وأفعل ما يرضيني لكن من دون كلام أو رد، هل يجب الرد ووضع الحدود للناس؟ وهل أنا ضعيفة؟ أتمنى الرد؟

أعتذر عن الكلام المبعثر، وأشكركم جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك مجددًا -أختي الفاضلة- عبر إسلام ويب، ونشكر لك دعائك لنا، وشكرك على القائمين على هذا الموقع، ندعو الله تعالى بالقبول.

أختي الفاضلة: لو لم تذكري لنا عمر طفلك وذكرتِ لنا كلام الناس عنك بأنك دومًا مع طفلك وتحملينه وهذا سيُتعبك؛ لقلتُ أن عمره عشر سنوات، أو خمس عشرة سنة، ولكن في الحقيقة -كما ذكرتِ- طفلك -حفظه الله وأقرَّ الله به عيونكم- إنما هو بعمر السّنة وشهرين، لذلك من الطبيعي جدًّا أن تقومي بما تقومي به من الالتصاق به ومصاحبته وحتى حمله، إلى آخره، فهو ما زال ذلك الطفل الصغير جدًّا والذي يحتاج إلى رعايتك وعطفك وحنانك، وللأمور التي لا تبخلين بها عليه، فجزاك الله خيرًا.

نعم يحاول الناس أحيانًا أن يتدخلوا أو يعلِّقوا، الغالب أن قصد الناس ونيّتهم طيبة، ولا أظنُّ أنهم في الغالب يقصدون الإساءة، فردُّك عليهم بابتسامة وعدم الأخذ والرد والعطاء معهم إنما هو ردة فعلٍ طبيعيةٍ؛ لأنك تحترمين نفسك، وتعرفين أن عليك رعاية طفلك، فلا تكترثي وتهتمّي كثيرًا، ولا تحمّلي الموضوع أكثر ممَّا يحتمل، الناس عادة عندما يلتقون بِأُمٍّ ومعها طفلها عادةً يحاولوا أن يكونوا لطفاء مع الأُمِّ وطفلها، فيقولوا بعض العبارات وهم لا يقصدون الإساءة.

فتصرُّفك سليم وصحيح، فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ولا تنسينا -أختنا الفاضلة- من دعوة صالحة في ظهر الغيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً