الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعاني منه وسواس توهم الأمراض، أم اضطراب ما بعد الصدمة

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، أعاني منذ 10 سنوات من الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، ولم أتناول أي دواء، تعرضت لمشاجرة كلامية مع أحد الأشخاص، ولكن ظهرت عندي أعراض الرهاب بها بشدة، وبعد انتهائها ظللت أفكر بها كثيراً، وأحرج عند تذكرها، وأشعر بالحزن، وأنني تصرفت بشكل خاطئ.

قرأت عن مرض يعرف باضطراب ما بعد الصدمة، ومنذ ذلك الوقت وأنا خائف أن أكون قد أصبت به، علماً بأنني لا أشعر بكل أعراضه، ولكن تأتني أفكار بأنني أصبت به، فهل أصبت به حقاً، أم هذا وسواس؛ لأن لدي وسواس توهم الأمراض؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: نعم هناك اضطراب يُسمَّى (اضطراب ما بعد الصدمة)، أو (PTSD) ومن أعراضه ثلاث مجموعات من الأعراض:
المجموعة الأولى: ما نسميه بـ (عيش الصدمة أو الحدث مرة وثانية وثالثة)، وأحيانًا نسميها (الذكريات الراجعة) حيث يتذكّر الإنسان الصدمة التي تعرض لها.

المجموعة الثانية من الأعراض هي: التجنُّب، يحاول الشخص تجنُّب الموقف الذي عاش فيه الصدمة.

المجموعة الثالثة من الأعراض هي: فرط التنبؤ والإثارة.

إلَّا أني أطمئنك أن ما تعرضت له من موقف المشاجرة الكلامية لا يصل عادةً إلى إحداث اضطراب ما بعد الصدمة، فاضطراب ما بعد الصدمة يأتي بعد حدثٍ كبيرٍ كحادث انفجارٍ، أو حادث سيارة كبير، أو زلزال، أو حريق، وغيرها من الظواهر الطبيعية الكبيرة، وليس مجرد مشاجرة، فأطمئنُك حيث لا يبدو من سؤالك أن عندك أيًّ من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وأنت نفسك ذكرت أنك لا تشعر بكل أعراضه، فأطمئنك من هذا الجانب.

لكن -أخي الفاضل- إن كنت تعاني ممَّا أسميته (وسواس توهم الأمراض) فأعتقد أن ما تشعر به هو أقربُ لهذا الموضوع، موضوع وسواس توهم الأمراض، والتي هناك أسئلة كثيرة عليه في هذا الأمر، يمكنك أن تقرأ عنه، أنت لا تسأل عنه بشكل مباشر في هذا السؤال، لذلك كل الذي أقوله لك: إن هذا الأمر -أمر وسواس توهم المرض- إنْ أزعجك كثيرًا وبدأ ذهنك ينشغل بمرضٍ بعد آخر؛ فيمكنك مراجعة أخصائي نفسي أو طبيب نفسي؛ ليقوم بفحص الحالة النفسية، ووضع التشخيص المناسب، ومن ثمّ العلاج.

المهم اطمئنّ -أخي الفاضل- أنك لا تعاني ممَّا أسميناه (اضطراب ما بعد الصدمة).

أدعو الله تعالى لك بالصحة التامّة النفسية والبدنية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً