الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحب عملي ولا أجد أي متعة فيه، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

مشكلتي أنني لا أحب عملي، توجهت له في الدراسة من أجل والدي ووالدتي، لكن الآن لا أحب ما أفعل، ولا أجد أية متعة أو إلهام فيه.

سؤالي: هل يجب أن يكون هنالك حب للعمل، أم أنه مجرد شيء ثانوي، والعمل ليس إلا لكسب المال والعيش، وأن العبادة هي أهم شيء، والباقي كله ليس له قيمة؟ مع العلم أنني ما زلت شاباً، ولم أتزوج بعد، وليس لدي مسؤوليات، والحمد لله أنا مواظب على العبادة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال.

سعدنا جدًّا أنك توجّهت بناءً على رغبة والديك، ونسأل الله أن يوفقك، فإن الإنسان الذي يحرص على برّ والديه ينال الخير وينال التوفيق من الله تبارك وتعالى.

أمَّا بالنسبة لحب العبادة فهو مطلب شرعي، والإنسان يتلذّذ عندما يحب عبادته لربِّه ويُتقن هذه العبادات، فيخشع في عباداته ويُخلص في طاعاته ويتقرّب إلى الله تبارك وتعالى بصنوف الطاعات، وهلْ خُلقنا إلَّا لعبادة ربنا، قال العظيم: {وما خلقت الجنّ والإنس إلَّا ليعبدونِ * ما أريدُ منهم من رزقٍ وما أريدُ أن يُطعمون}.

وسعدنا أيضًا لأنك في مستقبل أيامك والفرص أمامك كبيرة، والإنسان ينبغي أن يُطوّر ما عنده من مهارات، ونحب أن نؤكد أن الأُمّة محتاجة لجميع الأعمال، محتاجة لجميع الطاقات، والإنسان ينبغي أن يجتهد في أن يُحبّ ما يعمل، هناك فرق بين أن أعمل ما أحب وبين أن أحبُّ ما أعمل، فالإنسان يحب العمل الذي يقوم به، هذا ممَّا يُعينه على النجاح فيه.

وعلى كل حال: المهم ألَّا تُقصّر في عملك، وأن تُؤدي أمانة العمل على أكمل الوجوه، واعلم أن ربنا العظيم يحبّ من أحدنا إذا عمل عملاً أن يُتقنه، وإذا كانت الدنيا تتكلّم عن الإتقان –وهو رتبة عالية وقيمة كبيرة– فنحن عندنا الإحسان، الإحسان أعلى من الإتقان، لأن في الإحسان دوامٌ للإتقان، وفي الإحسان عبادةٌ لله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه سبحانه وتعالى يراك.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، واستمر على هذا العمل، وطوّر من قدراتك ومهاراتك، وهنيئًا لك ببرّ والديك، ونسأل الله أن يجعل هذا سببًا لتوفيقك، واستمر أيضًا في عبادتك واخشع في صلاتك، ونسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً