الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرفع من همتي في طلب العلم؟

السؤال

كيف أرفع من همتي في طلب العلم؟ فأنا أعاني من فقدان الثقة في نفسي، وفقدت الأمل في المستقبل.

خصوصاً أنني لم أحصل في هذه الدورة على المركز الأول، فقد حصلت على 20/ 12 والدرجة الأولى في القسم كانت هي20/ 16.

هل بإمكاني أن أتدارك الموقف، وأن أكون أنا الأولى على مستوى القسم؛ علماً أن لدي إرادة، ولكن ضعف ثقتي بنفسي تكبحها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن هذا الشعور وتلك الإرادة هما أهم عناصر النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح، وأنت تستطيعين أن تفعلي -بإذن الله- الكثير، فأمّلي نفسك بالثقة وتوكلي على الحي الذي لا يموت، واجتهدي في بذل أسباب النجاح، وحافظي على أذكار المساء والصباح، واعلمي أن نجاح المسلمة يكون أولاً بطاعتها لله وبتلبيتها لنداء الفلاح.

لا يخفى عليك أن المستقبل بيد الله وأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وإذا تعثر الإنسان مرة فإن ذلك لا يعني ناهية المطاف، ولكنه خطوة في طريق النجاح ولولا الفشل لما عرف الناس قيمة الفوز، ولما شكروا نعمة الظفر.

أرجو أن تعلمي أن كثيراً من الناجحين تعرضوا لعثرات في الطريق وربما طرد بعضهم من المدرسة، ولكن قوة العزيمة بعد توفيق الله دفعتهم لتخطي الصعاب، وربما جاء الخير في صورة الشر: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة:216]، و (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان له خيراً، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

مما يساعدك على تخطي هذه العقبة ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجب المضطر إذا دعاه.
2- الاجتهاد في نيل رضى الوالدين والفوز بصالح دعائهما.
3- الاهتمام بصلة الأرحام ومساعدة المساكين والأيتام .
4- سلامة الصدر وتمني الخير للمسلمين والمسلمات.
5- عدم النظر إلى ما في أيدي الناس، والتأمل في نعم الله الحاصلة والاجتهاد في شكرها ومن شكرها استخدامها في طاعة الله .

6- تجنب الغرور والبعد عن المعاصي وقول الزور.
7- كثرة الاستغفار، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا صعبت عليه مسألة استغفر واستغفر حتى يفتح الله عليه وهذا من فقهه، فإننا نحرم الخير والتوفيق بعصياننا وذنوبنا.

8- القراءة في سير وأخبار المبدعين والناجحين كالإمام أحمد وابن تيمية والخليل بن أحمد وغيرهم.
9- محبة الخير للناس والفرح لما ينالون من الخير.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً