الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل التغلب على الغضب

السؤال

كيف أعامل زوجتي؟ فكثيراً ما أتعصب أمام زوجتي، وكثيراً ما تغضب مني ولكن تعصبي غصباً عني، ويكون ذلك بسبب مشاكل مادية أو ضغط في العمل وإرهاق، فكيف أصلح هذا الشأن؟



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelwahed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعافيك من هذه الآفة، وأن يذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرزقك الحلم والأناة والهدوء.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أن الأخلاق رزق من الأرزاق كالأموال والأولاد، وأسعد الناس حظاً من أكرمه الله بحسن الخلق، وهو من أعظم ما يعطيه الله لعبده، إلا أننا وبحكم أن الإنسان وليد وابن بيئته، نتأثر بما يدور حولنا وما يصل إلى جوارحنا، فقد ينشأ الواحد منا في أسرة رفع الصوت والغضب السريع من أبرز سماتها، وإذا لم يرفعوا أصواتهم كأنهم قد فقدوا شيئاً عزيزاً عليهم، وبعض الأسرة على النقيض من ذلك تماماً، كل هذه المورثات نحن نرثها ونتأثر بها، وإن كنا لا ندري.

بذلك أرى أنك جزء من هذه المنظومة، وأنك ضحية هذه التربية العصبية الشديدة الانفعال لأتفه الأسباب، والتخلص من هذه المورثات ليس سهلاً، إلا أنه في نفس الوقت ليس مستحيلاً، وإنما يحتاج فقط إلى صدق عزيمة وإصرار وإخلاص، ورغبة صادقة في التغيير، وهنا تأتي نصرة الله وتوفيقه؛ لأنه أمرنا أن نأخذ بأسباب العلاج، ونوع الشفاء عليه وحده، فهو القادر على كل شيء.

الغضب كما لا يخفى عليك أخي عبد الواحد له آثار صحية بالغة في الخطورة، حيث يؤدي إلى تغيرات جسمية ونفسية خطيرة إذا تكررت بصفة مستمرة لا داعي لذكرها منعاً للإطالة، ولا أجد لك علاجاً أفضل وأنجح وأنجع مما ورد في الإسلام؛ لأنه دين الخالق الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه.

البداية الأولى للعلاج هي أن تعرف أنك تغضب، وأن تعرف حجم الغضب، وأن تتركه وأن تبحث له عن حل، وهذه كلها متوفرة فيك من فضل الله، وإلا لماذا كتبت إلينا –بارك الله فيك- وإليك العلاج:

1- المسلم أخي عبد الواحد مأجور بكظم الغيظ والعفو، ولابد له من ذلك؛ لأن في الآية في قوله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) [آل عمران:134] كأنه في معنى الأمر لما فيه من حب الله للمحسنين، فيجب دائماً أن نجتهد في كظم الغيظ وممارسة العفو عملياً.

2- إذا شعرت بما قد يثير غضبك وعصبيتك فاترك المكان فوراً إن أمكنك ذلك وكان الموقف والمكان يسمحان بذلك، حتى تخرج من هذا المكان الذي يدير جلسته الشيطان؛ لأنه هو المجرم الأساسي للغضب والإثارة.

3- إذا لم يتيسر لك ترك المكان، فإذا كنت قائماً فلتجلس -كما أخبرك الحبيب صلى الله عليه وسلم- حتى تذهب عنك نوبة الغضب والعصبية.

4- إذا كنت جالساً (فلتضطجع)، أي تنام على شقك الأيمن، حيث ثبت مؤخراً أن الإنسان إذا كان في حالة غضب ونام فإن هناك غدداً في الجسم تفرز إنزيمات معينة تؤدي إلى ذهاب نوبة الغضب.

5- إذا لم تفتر حدة الغضب، فادخل دورة المياه وتوضأ بماء بارد، وعندها سيذهب عنك الغضب بإذن الله.

6- أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

7- أن تعلم أن الغضب من الشيطان، وأنه لك بالمرصاد ولا يتركك في أي مكان حتى وأنت تصلي، فإذا ما شعرت بما يثير غضبك فلا تتماد حتى لا تعطي الشيطان فرصة ليلعب بك وبدينك وأسرتك؛ لأنه وكما يقولون: إذا غضب الإنسان صار في يد الشيطان كالكرة، يعلب به كما يشاء!

8- وأخيراً: الدعاء أن يعافيك الله من ذلك، وما ذلك على الله بعزيز.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً