السلام عليكم

أعاني من خمول في العقل، وقلة تركيز في كثير من حالات الحديث مع الآخرين وتوتر، وهذه الحالة معي منذ أكثر من ١٥ سنة، ولكن حدتها تزيد وتنقص، هل ينفع تناول دواء بروزاك؟ وكيف يتم تناوله من حيث الكمية والمدة؟

علمًا أن عمري ٣٦ سنة، ولا أعاني من حساسية معينة.

بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - عبر إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك هذا.

نعم - أخي الفاضل - يبدو من خلال ما ذكرتَ من أعراض من الخمول وضعف التركيز وشعور بالتوتر، وأن هذا موجود أو تعاني منه منذ خمسة عشر عامًا، وأن الحالة تزداد وتنقص بين الحين والآخر.

هنا السؤال الذي أقوله عادة: يا تُرى ما هو التشخيص؟ وأنا أقول: لا علاج بدون تشخيص دقيق. فإذا كنت تعاني هكذا منذ خمسة عشر عامًا فهل يا تُرى أنت تعاني من اكتئاب نفسي كل هذه المدة الطويلة؟ نعم هذا ممكن، فكثير من الناس قد يُعانون من اضطراب نفسي أو مرض نفسي إلَّا أنهم لا يلجئون للعلاج، ويحاولون التكيُّف بشكل أو آخر.

أخي الفاضل: إذا تأكد التشخيص أنه اكتئاب فنعم الـ (بروزاك) هو أحد الأدوية الجيدة المضادة للاكتئاب، حيث يمكن أن تبدأ بأخذ عشرين مليجرامًا يوميًا، دفعة واحدة، الحبة قوتها عشرون مليجرام، ويمكن في حالات قليلة إذا كانت الاستجابة ضعيفة بعد ثلاثة أسابيع أو أربعة أن تزاد الجرعة إلى أربعين مليجرامًا أو أكثر، ولكن إذا كان هناك تحسُّن على الدواء وتأكد التشخيص أنه اكتئاب نفسي، فإننا ننصح بأخذ العلاج لعدة أشهر، نحن نتحدث عن ستة إلى تسعة أشهر، وليس فقط عن شهر أو شهرين؛ لأن هناك احتمالاً كبيرًا في: أولاً الانتكاسة، ثانيًا: في الأعراض الانسحابية.

أطمئنك أن أدوية الاكتئاب لا تُسبب الاعتياد أو الإدمان، ولكن إن احتاجها الإنسان لمدة أطول، فليس هذا بسبب الاعتياد، وإنما بسبب أن الحالة تستدعي ذلك.

أنا أنصحك - أخي الفاضل - أن تأخذ موعدًا مع طبيب نفسي، ليؤكد التشخيص، ويصرف لك البروزاك بالجرعة المناسبة، داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.