الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المواظبة على العبادات واتخاذ الأسباب العملية مما يعين على النجاح

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي عدم اكتراثي بالدراسة! رغم أني أدرس خارج بلدي، وقد رسبت كثيراً في الامتحانات، ومع ذلك فأنا لا أبالي، حتى وإن كان الامتحان غداً فلا أهتم له، مع العلم بأني كنت من المتفوقين في الماضي، وأنا والحمد لله محافظٌ على الصلاة، لكن في بعض الأحيان أتكاسل، وفي بعض الأوقات أشاهد الأفلام الإباحية، مع أني دائماً أنصح أصدقائي بعمل الخير، والابتعاد عن درب الشيطان، وأحياناً عندما أرسب في الامتحان أصل لدرجة تخرجني من الملة وتدخلني في الكفر، ودائماً أقول: إن الله لا يريد أن يُساعدني، رغم صلاه الليل والدعاء في السحر، مع إقراري بأني أرتكب بعض المعاصي، فكيف أصبح مهتماً بدراستي وأنجح وأتفوق وأكون صاحب قلب حي؟ فقلبي قد مات، وأصبحت عديم الإحساس، وأخاف على نفسي من ترك العبادة والانصياع وراء الشيطان.

أريد إعادة الثقة بيني وبين الله، والتفوق في دراستي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم)، وقال مالك بن أنس رحمة الله عليه للإمام الشافعي لما شاهد عليه علامات النبوغ: (إني أرى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية) وكان الشافعي رحمة الله يردد:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبـأني بـأن العلـم نـور *** ونور الله لا يهدى لعاصي

وهذا من تواضعه واتهامه لنفسه، وإلا فقد كانوا أبعد الناس عن المعاصي.

وأرجو أن تكون البداية بالاهتمام بأداء الصلوات والبعد عن كل ما يغضب رب الأرض والسماوات فإن المعاصي سبب للخذلان، واحرص على أن تواظب على الصلاة والطاعات ولا تجل صلاتك ودعائك في أيام الامتحانات فقط، ولاتكن كمن قال الله فيهم: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ))[الحج:11]

واعلم أن الإنسان عليه أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وإذا كنت مقصراً في المذاكرة فكيف تنتظر النجاح وقد علمت أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وقد أحسن الشاعر الحكيم عندما قال :
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء

ومما يعينك على النجاح وإعادة الثقة بعد توفيق الله ما يلي :-

1- التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .

2- تقدير حاجة الوالدين والأمة وانتظارهم لنجاحك.

3- تركيز الاهتمام في الدراسة فلا يليق بمن ترك بلده للدراسة أن يشغل بغيرها .

4- مجالسة الصالحين المجتهدين من الطلاب.

5- تنظيم أوقات المذاكرة، وإعطاء النفس حظها من الراحة.

6- شغل النفس بالخير والطاعة قبل أن تشغلك بالباطل والشر.

7- الرضى بقضاء الله وقدره .

8- مساعدة المحتاجين والعطف على الأيتام والمساكين.

9- مراقبة الله وتجنب ذنوب الخلوات .

10- التوبة والاستغفار والصلاة والسلام على النبي المختار.

11- التعوذ بالله من الشيطان وعدم الاستجابة لوساوسه .

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر شفية غلاب

    بسم الله الرحمان الرحيم
    اما بعد :
    بما ان اهلك ارسلوك للدراسة بعيدا عن بلدك يجب الا تخيب املهم فهم يريدونك ان تنجح في حياتك فتبع نصائحي و ارجو ان تفيدك :
    اعلم -أخي- أن حب الدراسة والشوق إليها ينبع من داخل الشخص وبرغبةٍ منه، ولا يستطيع أحد أن يرغمك على الدراسة، لكن قد يكون هناك نوع من الترغيب من الآخرين والتحفيز لكي تدرس، أما إذا لم تكن لديك القابلية فهذا أمرٌ يحتاج إلى نوع من التوجيه والإرشاد الفردي.

    وأرى والعلم عند الله أنك ما دمت قد سألت على هذا الأمر، فأنت لديك الرغبة في الدراسة، وتريد النجاح، وهذا يحتاج منك إلى الاستعانة بالله تعالى، وعلو الهمة حتى تصل إلى مبتغاك .

    والنجاح ليس متوقف على مرحلة من المراحل، ولكن يجب أن تكون عازماً على أن تواصل النجاح طوال حياتك، سواءً كان ذلك في حياتك العلمية أو العملية أو حتى الأسرية، وشهادة البكالوريا تعتبر منطلق النجاح، وهناك خطوات معينة على النجاح، سأذكرها لك، ولكن الدواء يحتاج إلى مواصلة وإلى استمرارية دون انقطاع، ولا يختص بمرحلة دون مرحلة:

    1- قوي علاقتك بالله تعالى، واطلب منه المعونة والتوفيق.

    2- حاول أن تركز في دراستك، ولا تترك مجالاً لتشتت ذهنك في أمور لا فائدة منها .

    3- ضع خطة منهجية تسير عليها في مذاكرة دروسك، من خلالها تستطيع أن تستوعب جميع المواد .

    4- أعط اهتماماً أكثر للمواد التي تحس أنك ضعيف فيها، وحاول أن تقوي فيها نفسك بمساعدة الأهل أو الزملاء .

    5- ابتعد عن الصحبة السيئة، وخالط الصحبة الصالحة التي تذكرك بالله دائماً، وتحثك على النجاح.

    6- حاول أن تركز أيضاً على المواد التي تمتحن فيها في شهادة الثانوية العامة، واجعلها هي الأساس في المراجعة، مع عدم إهمال المواد الأخرى.

    7- لا تجعل لليأس مكاناً ، وحاول دائماً أن تفكر في النجاح وصعود سلم المجد، وهذا لا يأت بالتمني بل بالجهد والمثابرة
    وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

    8- اترك دائماً باب الأمل مفتوح، واعلم أن مع العسر يسراً، وأنه بعد الضيق يأتي الفرج.

    تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق.

  • أمريكا ساره

    هذا رأي صحيح

  • ليبيا اميرة - ليبيا

    كلام حقيقي واقعي صحيح

  • العراق اية

    الله ولي التوفيق

  • المغرب مروى

    نعم حالتك مثلي انا
    بعض الاوقات لا اهتم بدراستي و اشاهد افلام اباحية في بعض الاحيان و ايضا اتكاسل عن اداء الصلاة
    كل هذا اهلكني و جعلني احصل نقط غير جيدة رغم اني متفوفقة جدااا في الدراسة و لله الحمد
    اصبحت اتشائم من الحياة و اذا وقعت مشكلة اطلب من الله ان يتوفاني و العياذ بالله
    لكنني بعد قراءة هذه الاستشارة سوف اتقدم للافضل باذن الرحمان و ساتوب و اجتهد و انظم وقتي جيدا و ابذل المجهود في دراستي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً