الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكاسلت عن الصلاة وارتكبت الذنوب بسبب أصحابي فهل أتركهم؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 15 سنة، كنت لا أصلي، والآن -الحمد لله- أصبحت منتظماً على الصلاة، ولكن أصحابي يسخرون مني عندما أخبرهم عن شيء أنه حرام، فتركت صحبتهم.

اكتشفت بعدها أن لا أصحاب لي غيرهم، فرجعت إليهم، وصرت أتكاسل عن الصلاة أحياناً، وأرتكب الذنوب، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب-، يسرُّنا جدًّا أن نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ومسرورون جدًّا بتواصلك معنا.

ونودُّ أولاً أن نهنئك بما مَنَّ الله تعالى به عليك وهداك إليه من التوبة والمحافظة على صلواتك، وهذا فضلٌ كبيرٌ ونعمةٌ جزيلة مَنَّ الله تعالى بها عليك، فاشكر هذه النعمة، فإن الصلاة سبب لكل خير في الدنيا والآخرة، فهي سبب حفظ الله تعالى لهذا الإنسان، فمن صلّى الصبح في جماعة فهو في ذمّة الله، أي في حفظه ورعايته، وهي سببٌ لكمال هذا الإنسان ورُقيّه وحُسن أخلاقه واستقامة حياته، فقد قال سبحانه وتعالى: {إن الإنسان خُلقَ هلوعًا * إذا مسَّه الشرُّ جزوعًا * وإذا مسَّه الخيرُ منوعًا * إلَّا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون}، وهي أهمُّ الفرائض الإسلامية بعد توحيد الله -سبحانه وتعالى- ولذلك جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- ثاني أركان الإسلام، وحكم بأنها هي الحد الفارق بين المسلم والكافر، فقال: (العهد - يعني الحدّ - الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

والصلاة - أيها الحبيب - على ضوئها يتمايز الناس يوم القيامة، وبآثارها يُعرف المسلمون يوم القيامة، فإن أهل الصلاة يأتون يوم القيامة تُضيء وجوههم وأيديهم من آثار الوضوء، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا ‌مُحَجَّلِينَ ‌مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ).

والله تعالى حرّم على النار أن تأكل أعضاء السجود، فلو قُدّر على المسلم أن دخل النار، فإن هذه الأعضاء لا تُحرقها النار، فيبقى معروفًا تراه الملائكة فتعرفه، ومنافع الصلاة كثيرة جدًّا، ونوصيك بقراءة كُتيب صغير موجود على شبكة الإنترنت عنوانه (لماذا نصلي؟).

ونصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تجتنب هؤلاء الرفقة الذين يُثبِّطونك عن الخير، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا في أحاديث كثيرة باختيار الأصحاب، فقال: (الْمَرْءُ ‌عَلَى ‌دِينِ ‌خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)، والحكماء يقولون: (الصاحب ساحب)، فالإنسان يتأثّر بمن يُجالسهم من الناس، فلا تُهمل هذه القضية، واختر من الأصحاب مَن يُعينك على طاعة الله تعالى، وستجد، وهم كثر -ولله الحمد-، فابحث عنهم في مواطن الخير، في المساجد، وحاول أن تتعرف على الشباب الصالح الطيب وتتواصل معهم، وستجد منهم التثبيت والإعانة على الخير.

دع عنك هؤلاء الرفقة ولا تأبه بهم، ولا تحرص على مجالستهم، وسيعوضك الله تعالى عنهم مَن هم خيرٌ منهم.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً