الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي دائمة الصراخ على أختي وتمنعني لعب الكره مع أقراني!

السؤال

السلام عليكم.
لدي أم قاسية جداً؛ حيث إنها لا تعرف إلا الصراخ لأبسط الأسباب؛ فتجدها مع أختي دائمة الصراخ على أمور البيت، أما أنا فهي تمنعني من لعب الكرة مع أقراني مثلاً لأنها تكرهها، أو تريد مني أن أكون مثالياً، ولا تقبل أن أتناقش معها في أي شيء، وتقول لي: إنها ضاقت بي ذرعاً، وأنا قد مللت هذه الحالة.

فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يوفقك ويسددك، وأن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك، وأن يعينك على طاعته والبر بأمك.

فإن هذه الأم الكريمة تريد أن تراكم في أحسن الأحوال، وهذا شعور لا يقدره إلا العقلاء من النساء والرجال، ولا يوجد شخص على وجه الأرض يتمنى أن يكون شخص آخر أفضل منه إلا الوالدان، فإنهما يتمنيان للأبناء كل رفعة وسؤدد، ويدل على هذه الرغبة دفعها لابنتها لحسن التدبير ونهيها لك عن اللعب والتقصير؛ لأنها تعدها لتكون أماً ناجحة يسعد بها أبناؤها والعشير، وتتمنى أن تراك صاحب همة عالية يتأسى بك الصغير والكبير.

ونحن لا نوافق هذه الأم على قسوتها، لكننا نلفت النظر إلى مقصدها؛ لأن العبرة بقصدها لا بعملها، فالتمسوا لها الأعذار وأظهروا لها ما يدل على أنكم من أهل الجد والإصرار، ولا تتضجروا من تصرفاتها، فإن في وجودها باباً إلى رضا الغفار، ولا تكثرو من مناقشتها، (( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ))[الإسراء:24]، واعلم بأن مجرد التأفف من كلامها يغضب الجبار.

وأرجو أن يكون حوارك لوالدتك بهدوء وأدب، مع ضرورة اختيار الأوقات المناسبة لمحاورتها، وضرورة تجنب العناد.

ونحن ننصحك بالحرص على التقوى، فإن الله سبحانه يؤيد أهلها وييسر لهم أمورهم، وهي عنوان الفلاح في الدنيا والآخرة، ووصية الله للأولين والآخرين، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً