الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صارحتني بعدم حبها بعد تعارف وحب طويل.

السؤال

السلام عليكم..

تعرفت على فتاة متدينة عن طريق الأصدقاء، وأنا -والحمد لله- متدين، وكان ذلك منذ عام ونصف، وعشنا قصة حب جميلة طوال هذه الفترة، وكانت بعلم أهلي وأهلها، وقد كنا ننوي إقامة الخطوبة بشكل رسمي خلال هذا الشهر، ولكن للأسف هي متذبذبة ومترددة، وأحب أن أوضح أنها بنت يتيمة، والدها توفي وهي صغيرة السن، وعمرها الآن 21 عاماً، وتعيش مع أمها فقط، ولا أعلم لماذا انقلبت الدنيا فجأة، وبعد كل هذا الحب والاتفاق الرسمي بين الأهل على الارتباط؛ فاجأتني بأنها لا تحبني، أو أنها حالياً لا تشعر بحب ناحيتي، ولا حتى بقَبول.

إن هذا الكلام يصيب العاقل بالجنون، فكيف لا يكون هناك قبول بعد كل هذه الفترة الكبيرة جداً، وأنا أحبها جداً جداً، ولا أعلم كيف أعيدها إلى سالف عهدها؟ أو كيف أجعلها تعيد حساباتها بعد أن أنهت علاقتنا قبل الارتباط الرسمي بشهر أو شهر ونصف؟ وهل مع الأيام ستدرك قيمة من يحبها وتعود إلي مرة أخرى لنرتبط من جديد، ونتم كل شيء في إطار ديني إن شاء الله؟

أنا أرسل لكم حيرتي وشعوري بأنني خسرت إنسانة أحبها، أنا أسأل: لماذا فعلت ذلك؟! وماذا أفعل أنا بعد كل ما كان؟ مع العلم أني لا أستطيع نسيانها، وما زلت متمسكاً بالأمل وبشدة، فأرجوكم ساعدوني.

وفقكم الله إلى ما فيه الخير لنا ولكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا أملك إلا أن أقول لك كان الله في عونك أخي المهندس إبراهيم؛ لأن تحطيم الآمال والأحلام والطموح مما يصيب الإنسان أحياناً باليأس والإحباط، خاصة إذا كان الحلم كبيراً، وعوامل نجاحه متوفرة، وفي متناول اليد، ولكن قل لي بربك: ماذا نملك أمام رفض الآخرين لنا؟ هل نجبرهم على حبنا وقبولنا بالقوة؟ أليس من حق أي إنسان أن يعبر عن رأيه، وأن يعيش حياته كما يراه هو، لا كما يراه غيره؟

لنفرض أنك أنت الذي رفضتها، فماذا كانت تملك هي لتعيدك إليها؟ أخي إبراهيم: لا أجد لك إلا أن تحاول تقبل هذا الواقع والاجتهاد في نسيانها، وأنت قادر على ذلك، ولكن نظراً لأن الأمر ما يزال جديداً، فإن عاطفتك ما تزال قوية، ولكن مع إرادتك وتصميمك ومحاولة إخراجها من قلبك؛ تأكد أنها ستخرج مع الأيام بإذن الله.

شخص لا أريده، أو لا يريدني؛ فهل أجبره بالقوة على أن يحبني أو يقبلني؟ نعم أنا معك كانت تحبك، وكان بينكما قدر كبير من التفاهم والإخلاص، ثم تبدل هذا في يوم وليلة؛ لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، لأننا لا نملك قلوبنا يا صاحبي، وهل يعقل أن تفرض نفسك بالقوة على شخص ليس لديه استعداد لقبولك زوجاً له؟ هل هذا يليق بمثلك وبمكانتك وبشهادتك وثقافتك؟ لا والله أنا شخصياً لا أرض لك ذلك، ولا يرضاه لك أحد؛ لأن الحب والزواج ليس بالقوة، وهذه الفتاة لم تخدعك، كان من الممكن أن تواصل الرحلة معك، وهي لا تحبك فتعيش في وهم.

واعلم أنها لو كانت من نصيبك؛ فلا يمكن لأي أحد أن يأخذها منك، ولا مانع من تكرار المحاولة إن رأيت أن ذلك مجدياً أو مفيداً، وإلا فأنصحك بنسيانها تماماً، والبحث عن غيرها، واعلم أن نسيانها مسألة وقت؛ لأن الإنسان ما سمى إنساناً إلا لنسيانه، واجتهد في الدعاء أن يرزقك الله خيراً منها، واعلم أن الدعاء من عوامل در القضاء، فأكثر منه، وتوكل على الله، ولا تحزن، ولا تيأس.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً