الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية اكتساب الفتاة الثقة بنفسها وبالآخرين بعد مرورها بتجارب سيئة مع الرجال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من الشيخ موافي الرد على هذه الاستشارة مع ثقتتي وتقديري لكل المستشارين، لا أعرف من أين سأبدأ! وهل هناك موضوع أصلاً أم لا؟

أحياناً أشعر بأني محظوظة وأن الله يحبني، وأحاول التقرب منه، ولكن تحدث معي أمور لا أعرف هل أنا فتاة سيئة أم ماذا؟

أبلغ من العمر 25 سنة، ولدت في أسرة محافظة، أصلي وأدعو ربي دوماً وأعرف أنه سوف يساعدني مهما حدث.

في أيام الدراسة لم أكن أهتم بالشباب أو إعجابهم بي، ولكني منذ سن 21 وأنا أواجه الكثير من الأمور الغريبة، من عادتي أن لا أنظر يمين ويسار ولا أحاول لفت نظر أحد، بالعكس، فدائماً أحاول أن أضع حدوداً لكل ما في حياتي، وحتى في العمل أكثر من السلام، ولا أتحدث مع زملائي الشباب، ولكن رغم كل هذا فهم لا يتركونني لوحدي، حاول الكثير خطبتي لكني لم أكن أرتاح لهم، ولم يحصل نصيب بعد أن أكون قد صليت الاستخارة والحمد لله.

كنت أعتقد أن الشباب الفاسدين لا يقتربون من الفتاة الجدية الملتزمة، ولم أعرف أني سأواجه كل هذا، وفي سن 23 أوقفني أحدهم في الطريق، نادى كثيراً فلم أهتم لظني أنه شاب ويضايقني فقط، وقد كنت أمشي بسرعة وعيناي في الأرض ولبسي محتشم، وعندما انتبهت كان رجلاً يبلغ 40 تقريباً، لم أنتبه جيداً، واعتقدت أنه يريد خدمة؛ لأن مظهره يقول أنه ابن ناس، فقال لي فجأه: إنه يريد أن يعرف كيف يتحدث إلي؛ لأنه يريد الزواج وهو مهندس وعنده بدل البيت اثنان، ومن هذا الكلام.

فسألته عن سنه فقال 36 وقلت له: أين أعمل، وقلت لأمي ما حدث معي، حاول الحديث معي لفترة، ولكني رفضت، وقلت له: أريد أن يأتي إلى العمل وأتحدث معه قليلاً ثم أقرر، وعندما تحدثت معه، وكان أهلي على علم بذلك ... رفضته ... لأنه كبير بالنسبة لي ... كأنه أبي.

ومن ثم لم يتركني وأخذ يطاردني، فأخذت أسأل عنه، قالوا لي أنه متدين ويخاف الله، وبعد أن حاولت أعرف عنه، وجدت أنه قد كذب علي وأن عمره 43 عام ومتزوج ولديه ابن.

وبعد فترة اكتشفت أنه يتحدث إلى فتاة وأن أخلاقه جداً سيئة، فحمدت الله أني لم أفتح مجالاً له، مع علم أهلي بأنه يريد الارتباط بي، ولم أقل لهم ما اكتشفته عنه من خداع وأخلاق سيئة مع غيري، ثم انتهت هذه التجربه التي لم أعلم إلى الآن، لماذا اختار بنت عالم وناس؟ وبصدق لم أتعامل إلا بكل احترام وعقلانية.

وبعدما حصل ابتعدت أكثر، ولكني أشعر أني على خطأ، وليس كل الناس سواسية.

وبعدها كان لي زميل بالعمل ولكن من دائرة أخرى وله شغل عندي، فأخذ يتقرب مني وكان مؤدباً، وفي يوم اعترف لي أنه يحبني ويريدني، بقينا على معرفة بسيطة قرابة السنة ولا يوجد إلا كل احترام، ولم أخرج معه أو حتى أتحدث بأي شيء سيء، إلى أن تفاجأت في يوم أنه يحب واحدة أخرى قبلي وتركني لأجلها.

تضايقت وسألت نفسي كثيراً لماذا كل هذا ... ولمت نفسي أخيراً ... وعندما أردت نسيان كل شيء ظهر شخص جديد ... وأظهر اهتمامه وإعجابه العالي، ولكن اكتشفت أنه متزوج وعنده فتاتان، ويحاول إظهار غير ذلك، وأحمد الله أنني لم أفسح مجال هذه المرة.
ولكن سألت نفسي لماذا أواجه كل هذا، مع أنني والله أحاول قدر استطاعتي أن لا أكترث أو أهتم، أو حتى أنظر لأحد، هل هناك شيء خطأ بي.

ومع كل ما أنا به من مصائب أمي قلقة جداً على زواجي، وتريدني أن أرتبط ببساطة، وأنا لا أستطيع، وبعد كل ما واجهته لا أعرف كيف سأثق بمن سأرتبط به! هذا إذا استطعت الاقتناع بشخص، مع أنني والله أصلي الاستخارة وأدعو ربي.


أحس أنني متضايقة جداً... ضغط أهلي علي لدرجة أنهم منعوني من إكمال دراستي فقط لأنهم يريدون تزويجي، ومع كل ذلك لا أستطيع أن أبين لا بالعمل ولا بالبيت أني متضايقة.

اختنقت ماذا افعل؟ ساعدني ...

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك خيراً، وأن يرزقك زوجاً صالحاً مباركاً.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن الذي حدث معك شيء عادي ويحدث لكثير من أخواتك الصالحات ولكنك لم تشعري بذلك، نعم أنا معك أن هناك كثيراً من الأخوات يتزوجن بسرعة، وهناك أيضاً من تمر بظروف مثل ظروفك وأشد، وأنا أحمد الله على نعمة العقل التي أكرمك الله بها، فهذه نعمة لا تقدر بثمن، فاحمدي الله على ذلك، وثقي وتأكدي من أن سينفعك بهذه النعمة وينفع أي إنسان يتزوجك وستكونين زوجة رائعة تساعد زوجها وأولادها بهذا العقل الراجح، وأنصحك بألا تضعفي أمام رغبة أهلك في الزواج، ولا تقبلي إلا من يكون أهلاً لك، ولا تتعجلي فلك نصيب سوف يأتيك بدون أي تدخل من أحد، كل الذي أوصيك به هو مواصلة الدعاء والإلحاح على الله، وتأكدي من أن الله لا يضيع أهله، فلا تقبلي إلا الزوج الصالح المناسب، وأنت ما زلت صغيرة فلا تتعجلي.

وأنا واثق من أنك ستفرحين قريباً بإذن الله.
وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً