الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف لي أن أنظر إلى المستقبل بنظرة جميلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاكم الله خير الجزاء على جهودكم، وبارك الله فيكم، وسؤالي هو:
أنا شاب متزوج منذ 7 سنوات ولدي 3 أولاد ولله الحمد، ومشكلتي هي أنني دائماً أتوقع الأمر الأسوأ، في جميع الأمور وأقل المواقف، فبمجرد حدوث أي موقف لي أو مشكلة، أقوم بتفكير عميق لا يكاد ينتهي.

وأرى في هذا التفكير أن الأمر أو المشكلة التي حدثت لي سوف تتطور، وتكبر إلى أبعد الأمور وأكبرها وأصعبها؛ مما يؤثر على حالتي النفسية والصحية! وأرى دائماً أن الأمور سوف تتعقد ويحدث كذا وكذا، في حين لو حدث هذا الأمر لغيري لما ضخم الأمور بهذا الشكل.

والبعض يضحك مني ويستغرب، حيث أنني إنسان ملتزم، وأحفظ كتاب الله، ومحافظ على الفرائض ولله الحمد والمنة، ولا أزكي نفسي على الله.
علماً بأنه في كثير من المواقف لا يحدث ما أتوقعه وأفكر فيه بالشكل السلبي الذي ذكرته، فكيف أدرب نفسي على التفاؤل؟ وكيف لي أن أنظر إلى المستقبل بنظرة جميلة؟ فدائماً أحاول أن أتجاهل هذا التفكير السلبي، ولكني أضعف عند أول موقف!
أرجو أن تتسع صدوركم لمشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً يا أخي، والحمد لله تعالى الذي من عليك بحفظ كتابه الكريم.
أيها الأخ الفاضل: فحقيقةً موضوع التشاؤم والتطير، أنت بالتأكيد أدرى وتعرف أبعاده الشرعية، ولكن في حالتك أعتقد أنه مجرد نوع من التفكير الوسواسي القلقي الذي فرض نفسه عليك، فأنت تضخم وتجسد صغائر الأمور، ولديك أيضاً النظرة السلبية التشاؤمية، وكثير من علماء النفس يرى أنه ربما يوجد درجة من الاكتئاب المصحوب بالوساوس في مثل هذه الحالات.
الذي أنصح به هو الآتي:
أولاً: أي فكرة تشاؤمية، عليك أن تنظر للفكرة الإيجابية المقابلة لها، إذا أتتك أية فكرة تشاؤمية وفيها نوع من التطور، تذكر في نفس الوقت ما هو المقابل الإيجابي أو الفكرة العكسية لهذه الفكرة، تأمل تلك الفكرة، تأمل في الفكرة الإيجابية وقل مع نفسك: إن شاء الله أن هذا هو الذي سوف يحدث لي إذا حدث كذا وكذا.

هذا الأمر قائم على تجارب علمية؛ وهي أن نستبدل الفكرة الوسواسية أو التشاؤمية بما يقابلها بالفكرة الإيجابية وغير وسواسية، لكن الأمر يتطلب منك الصبر والمثابرة، ويتطلب منك أن تأخذه بقناعة وإيمان مطلق أن هذا علاج، أرجو أن تركز على ذلك وأن تقوم بهذه الممارسة السلوكية.

الشيء الثاني: قل مع نفسك دائماً أن هذه الفكرة فكرة وسواسية وتشاؤمية حقيرة، أنا يجب ألا أعظمها ويجب ألا أتبعها ويجب ألا تشغل بالي، أنا رجل الحمد لله أنعم الله عليَّ بحفظ كتابه، فلماذا أشغل نفسي بمثل هذه الأفكار البسيطة والأفكار الحقيرة والتي لا تعني شيئاً؟

أخي الفاضل: أنا أرى أنك سوف تستفيد كثيراً من العلاج الدوائي، مادمت لديك هذه الميول الوسواسية والقلقية والتشاؤمية والتطيرية، والتي بالطبع تؤدي إلى عسر المزاج، هنالك دواء يعرف باسم زولفت، أو اسمه الآخر الاسترال Lustral، هذا الدواء يفيد كثيراً في هذه الحالات، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة، وقوة الجرعة هي 50 مليجرام، تناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم بعد الأكل، ويفضل ليلاً، لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تناوله بمعدل حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عنه.

أرى أنك إن شاء الله بخير، وأن الذي بك هو أمر بسيط جدّاً، وباتباع الإرشادات السلوكية وتناول العلاج، إن شاء الله سوف يزول عنك تماماً، وأنت إن شاء الله مطمئن ومن المطمئنين، لأنك تحفظ كتاب الله، (( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28].
وبارك الله فيك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا Abdallah gamal

    جزاك الله كل خير يادكتور افتدنا اعزك الله وجعله فى ميزان حسناتك انشاء الله حفظك الله ويعطيك العافيه

  • رومانيا بو جابر

    جزاكم الله خيرا و بارك الله في علمكم و نفع بكم المسلمين

  • السعودية دودي

    جزاكم الله خير والله يجعلها بميزان حسناتكم يارب .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً