الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات متعلقة باضطراب النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من اضطراب في النوم، ذهبت إلى الطبيب ووصف لي ( زاناكس ) وطلب أن آخذ حبة 0.5 مل كل ليلة.

سؤالي: هل أستطيع زيادة الجرعة؟ وإذا أخذت 4 مل أو 4.5 في ليلة واحدة ماذا سيحدث؟ وهل سيضرني ذلك؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحين يصاب الإنسان باضطرابات في النوم لابد لنا أن نبحث في الأسباب، أنا أعرف أن الزاناكس يمكن أن يحسن النوم، ولكنه بالطبع ليس حلاًّ؛ لأنه يعالج فقط الأعراض ولا يعالج الأسباب، كما أن الزاناكس يعتبر من الأدوية التي تسبب التعود والإدمان، كما أن الإنسان لا يتحصل على الفائدة المبدئية التي يجدها في هذا الدواء، إلا أن يزيد الجرعة مع استمراره في الاستعمال، وهذا هو الذي أرجو أن أحذر منه.

لا أقر مطلقاً أن ترفع جرعة الزاناكس لأنك سوف تتعود عليه، كما أنك تأخذه بجرعة 4 أو 4.5 مليجرام في ليلة واحدة، هذا لا يجوز مطلقاً يا أخ سعد، هذا هو الإدمان في كل صفاته، وأنا لا أريد لك ذلك مطلقاً، أعرف أن هذا الدواء سليم ويتمتع بمستوى عالٍ من السلامة، ولكن صدقني أنه استعبادي ويصعب التخلص منه، وهنالك دراسات أكيدة تشير أنه يضعف الذاكرة مع كثرة الاستعمال.

دعنا -يا أخ- سعد نبحث سويّاً في عدم نومك بالصورة الجيدة، ربما تكون محتاجا لأن ترفع ثقافتك ومعرفتك بالصحة النومية، أو ربما تكون هنالك أسباب لابد أن تزيلها.

عموماً: فالذي أود أن أنصح به في حالتك هو أن تتجنب النوم في أثناء النهار.

ثانياً: عليك أن تمارس الرياضة؛ فهي تحسن النوم وتفجر الطاقات، وتحسن الدورة الكيميائية للموصلات العصبية المتعلقة بالنوم.

ثالثاً: عليك ألا تتناول أي نوع من المنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين وذلك بعد الساعة السادسة مساءً، وهذه المادة توجد بالطبع في الشاي والقهوة والبيبسي والمشروبات المشابهة.

رابعاً: عليك أن تثبت وقت النوم؛ لأن الإنسان لديه ساعة بيولوجية، وهذه الساعة البيولوجية إذا عوَّدناها على نمط معين سوف تسهل النوم كثيراً.

خامساً: عليك يا أخي أن تتناول حليبا دافئا قبل النوم.

سادساً: عليك أن تجلس على الكرسي ولا تذهب إلى الفراش إلا بعد أن تحس أن النوم بدأ يأتيك، هذا أمر ضروري جدّاً.

سابعاً: عليك ألا يكون لديك تلفيزيون في غرفة النوم؛ هذا من الأشياء التي تؤدي إلى اضطرابات في النوم دون أن يحس بها الناس.

ثامناً: يمكنك أيضاً يا أخي أن تقرأ بعض المواضيع البسيطة قبل النوم.

وأخيراً: لا شك أن أذكار النوم من أعظم طرق العلاج لاضطرابات النوم.

أخي سعد! توجد هنالك أدوية والحمد لله تساعد في تحسين النوم دون التعود عليها، والكثير من الذين يعانون من اضطرابات النوم في الأصل لديهم نوع من القلق أو الاكتئاب.

الذي أنصحك به هو أن تتناول أحد هذه الأدوية، حتى وإن لم تكن مكتئباً، لأنها تحسن النوم بصورة طبيعية وغير إدمانية.

من أفضل الأدوية والتي ننصح بها العقار الذي يعرف باسم ريمرون، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة من فئة 30 مليجرام ليلاً وذلك لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه.


ويوجد دواء آخر يعرف باسم أتاراكس Atarax، أرجو أن تتناوله أيضاً بمعدل 10 مليجرام – حبة واحدة – ليلاً لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله، ويمكنك بعد ذلك أن تتناوله عند اللزوم أو إذا أحسست أنك في حاجة إليه.

هذا هو الذي أود أن أنصح به، وأود أن أؤكد لك مرة أخرى يا أخ سعد أن تبتعد عن الزاناكس بهذه الجرعات الكبيرة التي ذكرتها، الزاناكس يجب أن يستعمل لفترة مؤقتة ومحدودة، وعلى الإنسان ألا يزيد جرعته أو يتمادى فيه لأنه إدماني، وأنت بالطبع لا تريد لنفسك أن تكون مدمناً، خاصة أنك في مقتبل الشباب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً