الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتزوج ثيباً ذات أيتام لأنال الأجر وظروفي لا تسمح

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأحاول الاختصار قدر الإمكان، وقبل أن أسألكم سألت الله تعالى، خير متاع الدنيا (المرأة الصالحة) وهكذا أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن في هذا الزمان، من الصعب أن تحكم على هذه أو تلك.

أنا شاب غير متزوج وعمري 31 سنة، بحثت عن امرأة بحيث تتوافر فيها الصفات، والتي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، الجمال والمال والحسب والنسب والدين، والتأكيد على ذات الدين، فلم أجد!
يمكنني أن أقول بصراحة: يوجد نسوة هكذا، ولكن حالتي المادية لم تكن تسمح أن أتقدم إلى هؤلاء النسوة والمهم أني تقدمت إلى أكثر من فتاة للزواج، لكن لم يشأ الله تعالى.

وفي آخر مرة تعرفت على امرأة، هي جيدة ولي ميول كبير في الزواج منها، وأتمنى ذلك من الله تعالى، لكن هي أرملة ولها طفلان أكبرهما عمره 9 سنوات، وهنا تكمن المشكلة! فهذا الوضع –اجتماعياً- غير مقبول؛ لأني لم يسبق لي الزواج من قبل! وطبعاً البكر في الإسلام مفضلة على الثيب (هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، تزوج من أم المؤمنين خديجة وهي أكبر منه بـ 15 سنة، وكانت قد تزوجت مرتين ولها أولاد من كلا الزوجين، لكن كانت حالتها المادية ميسورة.

أما في حالتي، فأنا فقير وهي كذلك، وكنت أتمنى من الله تعالى أن تكون حالتي المادية أفضل من هذا، ولو أن عندي منزلا فقط؛ كي لا أضطر إلى أن أستأجر بيتا للسكن لأستطيع الزواج بها، وكذلك لأكفل الأيتام حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بأصبعيه) يعني: في الجنة، ومن منا لا يريد أن يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
لكن على وضعي المادي، مع عدم توفر السكن لا أستطيع الزواج، فكيف إذا كان هنالك طفلان؟ إنها خسارة كبيرة أن تفوتني كفالة الأيتام! فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أخوكم في الإسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإنسان يجازى على نيته الصادقة إذا عجز عن العمل، وعند ذلك تكون كعمله، ومن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه.

ونحن ننصحك بالاجتهاد في إعداد ما تيسر، وتذكر أن الرزق من الله وأنه سبحانه يقول: ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا))[هود:6]، وواهمٌ من يظن أنه يرزق نفسه أو غيره، وما على الإنسان إلا أن يفعل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب، والله تبارك وتعالى يعين طالب العفاف، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح) يتأول قول الله تعالى: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:32].

ولا شك أن كل امرأة تأتي ومعها رزقها وكذلك الأطفال، (وإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم، بدعائهم وإخلاصهم وصلاتهم)، ونحن نتمنى أن تستخير وتشير، وتتأنى وتحسن الاختيار، وتقوم بدراسة الأمر من كافة جوانبه، وقد أسعدتني طريقتك في التفكير؛ لأنها تدل على أنك تفكر في نفع الآخرين، وخير الناس أنفعهم للناس، ومن كان في حاجة إخوانه كان رب العزة والجلالة في حاجته، ييسر له أمره ويغفر له ذنبه.

وحتى يتيسر لك أمر الزواج أرجو أن تسلك سبيل الطهر والعفاف، وتذكر أن الله سبحانه يقول: ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:33]، وعليك بتقوى الله، فإن الله تبارك وتعالى يقول: ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))[النحل:128]، وقد وعد سبحانه أهلها بأن ييسر لهم أمورهم، فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4]، ووعد سبحانه بأن يخرجهم من الورطات فقال سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].

وأرجو أن تكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، وتعطر لسانك بالصلاة والسلام على المبعوث من عدنان، صلى الله عليه وسلم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً