الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل والزواج قضاء وقدر لا مفر منه

السؤال

أنا فتاة في الـ 30 سنة، حاصلة على شهادات تخولني منصباً وشغلاً، لكن مع الأسف لم أجد عملاً، وأنا الآن أعاني من مشكلة البطالة والزواج.

أنا أحس أن الجنس الآخر لا يراني، وكأني غير موجودة، مما أصابني بإحباط وإحساسي بأنني معمول لي عمل رغم أنني متدينة لا أؤمن بهذه الأشياء.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ Loubna حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرزق ليس بالشهادات، ولكن الرزق من رب الأرض والسموات، بل وما كل عامل مرزوق.

واعلمي أن الإنسان عليه أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح، فافعلي الأسباب، وانتظري الخير من الكريم، وحافظي على أذكار المساء والصباح، وأظهري أدبك لشقيقات وأمهات أهل الصلاح.

ولست أدري هل أنت بحاجة للعمل أم لا، وما هي الأعمال التي تناسب المرأة، وهل العائد من عمل المرأة يفيدها أم يذهب في سبيل اللباس والزينة؟ وهل المجتمع بحاجة لعملك؟ وأرجو أن تستقبلي هذه الأسئلة بروح طيبة حتى تصلي إلى القرار المناسب، فإن الإسلام لا يمنع من عمل المرأة، لكنه يضع له ضوابط، وفي ذلك حفظ للمرأة وصيانة لها، والعاقلة لا تحرص على العمل إلا إذا كانت بحاجة شديدة للعمل، كعدم وجود من ينفق عليها من أوليائها، أو تكون الأمة المسلمة بحاجة ماسة إلى خدماتها، كطبيبة أو معلمة لبنات جنسها.

ويؤسفنا أن نقول أن كثيراً من الفتيات يعتقدن أن الفتاة الموظفة تتزوج بسرعة، لأنها تقابل الرجال، ولكن الحقيقة أن الكثيرات يصبحن عرضة للذئاب، وقد يسلبن الحياء والشباب، ويعشن بعد ذلك حياة مليئة بالشكوك؛ لأن زوجها يتذكر تعاملها مع الزملاء وربما ضحكها مع العملاء، كما أنها تشعر أنها ندة لزوجها، وربما شعرت أنها أفضل وأنجح، ومن هنا تبدأ المشاكل والأزمات، ولعل هذا الأمر دفع طائفة من الموظفين إلى اختيار زوجات بلا عمل، بعد أن قضى بعضهم سنوات طويلة مع الزميلة التي كانت تؤمل أن يكون زوجاً لها.

ونحن لا نريد للفتاة المتدينة أن تفرض على نفسها حصارا، فلا تذهب إلى مجتمع الصالحات ولا تحضر الجمع والجماعات، ولا تشارك في الأنشطة والمحاضرات، لأننا ننتظر من صاحبة الدين أن تدعوا أخواتها وتؤثر فيهن.

ولا داعي لليأس، وأرجو أن ترفعي أكف الضراعة لرب الناس، واتخذي الأسباب، ثم توكلي على الوهاب، فإن الوظائف تحتاج لمن يبحث عنها، وأرجو أن تشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، وكرري الرقية الشرعية، وحافظي على الأذكار، واستغفري ربك الغفار، وأكثري من الصلاة والسلام على نبينا المختار، واجتهدي في حفظ كتاب الله، واطلبي دعاء الوالدين، وساعدي الضعيف والجار، ليكون في حاجتك ربنا القهار.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً