الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل من يتقدم لخطبتي لا تتم الخطبة

السؤال

أنا فتاة من عائلة محترمة وفي مستوى عال من الرقي في الوظيفة، أتمتع بقدر من الجمال وأصلي بغير انتظام بسبب ظرف عملي، أذكر الله في كل وقت وأصوم -والحمد لله- لكن توجد مشكلة عندي، كلما تقدم لي أحد من الناس لا يتم، أو حتى لم يقدم أساساً، مع أني محبوبة من الناس -والحمد لله- لكن لا يوجد أي مشروع يتم لي بنجاح، ومنذ خمس سنوات عرفت أني مررت على سحر ليس لي، وحاولت مع أناس كثير، لكن لم أفلح حتى في شغلي، كنت في استمرار لا أفلح في كل شيء في حياتي، وفي بعض الأوقات أختنق بدون أي سبب في أي وقت، وتستمر معي هزة نفسية لمدة أيام، وجربت جميع أساليب الرقية الشرعية بنفسي ولا توجد فائدة، لا أعرف ماذا أعمل؟ والضغط حولي من كل الجهات، لأني أكبر أخواتي -والحمد لله- أن الله أعطاني نفساً طيبة، ولم ينقصني شيئاً.

أرجو الرد على مشكلتي التي تلازمني منذ سنوات دون حل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

فلن تكون عندك مشكلة بإذن الله إذا انتظمت في الصلاة وتوجهت لمن يجيب الدعاء، ورضيت بقسمة الله والقضاء، وانتظرت الفرج من رب الأرض والسماء، وقد أسعدني قولك: إن الله أعطاني نفساً طيبة ولم ينقصني شيء، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة، شاكرة ذاكرة لربها، فإن الشكر يجلب المزيد، ويحفظ التليد ويجلب الرضا والسعد للعبيد، وقد قال ربنا المجيد: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ))[إبراهيم:7]، وقال سبحانه: ((وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ))[الزمر:7].

ولا يخفى على أمثالك أن الفرائض مقدمة على غيرها، وأن العبد يتقرب بالنوافل إلى الله حتى يحبه، فأكثري من الطاعات، وارفعي حاجتك لمن يجيب الدعوات، وأدخلي نفسك في زمرة الصالحات، فإن لكل واحدة منهن إخوة وأخوات وأولاد خالات، وأظهري للناس ما عندك من حشمة وآداب وصفات، واحرصي على نيل رضا الآباء والأمهات، وكوني في حاجة الضعفاء، وابذلي الخيرات، ليكون في حاجتك رب الأرض والسموات.

ونحن نتمنى أن تراجعي علاقتك مع ربك، وتتوبي من الذنوب، وتكرري اللجوء والتضرع إلى علام الغيوب، ولا تنقطعي عن الرقية الشرعية، واعلمي أن نفعها بإذن الله رب البرية، وعمري حياتك بذكر الله وتلاوة القرآن، وحسني النية، واعلمي أن الكون ملك لله، ولن يحدث في كونه إلا ما أراده، وأن الناس لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، فضلاً عن غيرهم، كما يقول الله تعالى: ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا))[التوبة:51].

ولا بأس من طلب الرقية الشرعية، بشرط أن يكون الراقي ممن ظاهره الصلاح، وأن يلتزم بالآداب الشرعية، فلا يخلو بالنساء ولا يمسهن، وأن يكون نظيف المكان نظيف الثياب، متمسكا بالسنة والكتاب، وأن تكون الرقية بلغة عربية مفهومة، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله، ولا داعي للانزعاج فلكل أجل كتاب، وغدا سيطرق دارك الخطاب، فاختاري صاحب الدين من الشباب، وحافظي على سترك والحجاب، واستخيري ربك ليدلك على الصواب، وأشغلي نفسك بطاعة الكريم الوهاب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً