الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصدفية في اليدين والرجلين

السؤال

كيف أتعالج من الصدفية التي في يدي ورجلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

للإجابة علينا أولاً الكلام عن الصدفية عموماً، ثم علاج الصدفية عموماً، ثم علاج الصدفية في الراحتين والأخمصين.

أولاً: الصدفية بشكل عام:

الصدفية (أو الصداف أو داء الصدف) من الأمراض الجلدية المزمنة، ومعنى مزمنة أنها تعيش مع الإنسان.

إن الغاية من علاج الصدفية هي تحسين مظهر الجلد لأطول فترة ممكنة بأقل كلفة ممكنة وأقل إزعاج ممكن، وبأقل تأثيرات ضارة ممكنة من الأدوية، وليس الهدف هو شفاء المرض؛ لأنه من المعروف عالمياً أن الصدفية حتى الوقت الحالي وبما أوتي الإنسان من معرفة هي (مرض قابل للعلاج، وليس قابلا للشفاء ) وبالطبع الشفاء أولاً وأخيراً بيد الله عز وجل، يطلعنا عليه حيث يشاء.

وأما سؤالك: كيف أتعالج من الصدفية؟

فالجواب: هذا يتوقف على طبيعة المرض وتوزعه وشدته.

1- فالصدف الخفيف علاجه غالباً بالأدوية الموضعية، مثل مشتقات (فيتامين د) والمراهم الكورتيزونية والمرطبات.

2- والصدف المتوسط علاجه غالباً بالأشعة فوق البنفسجية (بوفا أو ب) مع أو بدون مشاركة بالعلاجات الموضعية.

3- والصدف الشديد هو ما يحتاج الأدوية المعقدة الجهازية (عن طريق الحقن أو الحبوب)، وأشهرها الميثوتريكسات أو الريتينويد أو السايكلو سبورين.

4- حديثاً ظهرت العلاجات الحيوية أو البيولجية، وأهم ما ينبغي معرفته عنها، أنها جديدة وخبرة العالم لا تزال قاصرة على فترة استعال محدودة ومحددة، كما أنها غالية السعر جداً، إذ يصل قيمة الحقنة الواحدة من بعضها إلى ما يعادل الألف دولار.

5- وأخيراً فالذي بيد المريض أن يسعى لحياة آمنة مستقرة صحية وصحيحة، متجنباً القلق راضياً بقضاء الله، واقياً نفسه من الرضوض بأنواعها والإنتانات على اختلاف أشكالها قدر الاستطاعة.

6- ومن المهم جداً أنه يجب على مريض الصدفية ألا يعالج نفسه، وأن يذهب لأصحاب الاختصاص لتقييم الحالة وتقدير الدواء المناسب.

ثانياً:الصدفية الموضعية على اليد والرجل:

1 ـ على الأخ السائل أن يتأكد من التشخيص، فما يظنه صدفية قد لا يكون كذلك.

2- الصدفية على الكفين من الأمراض المزعجة، وذلك لكونها مزمنة، ولكونها ذات تعامل اجتماعي مع الناس، كالمصافحة، كما أنها تقع على مرمى أعين الناظرين مما يزعج صاحبها.

3- هناك نوعان للصداف على الكفين.

الأول: الصداف الشائع غير البثري أو مفرط التقرن، ويسمى الراحي الأخمصي.

والثاني: هو الصداف البثري.

4- أما الصداف الراحي الأخمصي فعلاجه يشمل ما يلي:

A. المرطبات مثل الفازلين، وتدهن عند اللزوم مهما زاد تواتر الدهن.

B. مركبات حمض الصفصاف (ساليسيلك أسيد)، وتستعمل على الآفات المتقرنة أو مفرطة التقرن.

C. المراهم الكورتيزونية مع أو بدون ضماد نايلون كتيم، والذي يزيد من قوتها، ولذلك يحتاج مراقبة التأثيرات الجانبية ولا تستعمل لفترة طويلة.

D. مستحضرات أو مشتقات نظائر (فيتامين د 3)، ولكنها لا تفيد على الراحتين والأخمصين إلا باستعمالها تحت ضماد كتيم طيلة الليل.

E. العلاج الضوئي أو الضوئي الكيميائي (بوفا)، ويجب أن يكون تحت إشراف طبيب أو مركز علاج، وهذا متوفر عندكم في قطر في المشافي الحكومية.

5- أما الصدف البثري فهو أسوأ، وقد يحتاج تداخلات أقوى، مثل تناول العقاقير عن طريق الفم (تحت إشراف طبي).

ننصح بمراجعة الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية على الأقل لتأكيد التشخيص والبدء بالبرنامج المناسب، لأننا نعالج المريض وليس المرض، فلكل مريض ما يناسبه، وله ظروفه الخاصة التي تؤثر عليه سلباً وإيجاباً.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً