الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق على ابني في مرحلة المراهقة

السؤال

لي ابنٌ في الصف الأول الثانوي، طيب القلب جداً، عنيد جداً، عطوف على إخوته وأمه وعلى أبيه، ومتعب جداً في المعاملة، لا يفتح كتاباً حتى في أيام الامتحانات نهائياً، ودائم المعاكسة لإخوته، وتعطيلهم عن الاستذكار.

استشرت أحد المشايخ فأرسلني إلى آخر، وقال لي إن أمه بها مس من الشيطان وينعكس عليه، وقد كان ذهابي إليهم للرقية الشرعية.

فدلوني بالله عليكم ماذا أفعل؟ حتى أنقذ ابني من الفشل، وهل من الممكن أن يكون موضوع المس هذا صحيحا؟ وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي السائل اطمئن، فابنك ليس مصاباً بالمس؛ وهذه هي مشكلة اليوم، وهي أي خلل نرجعه إلى المس الشيطاني، وهذا لقصورنا وعجزنا في حل المشاكل.

واعلم يا أخي أن النفس البشرية عرضة للإصابة بأنواع كثيرة من العلل والأمراض النفسية، التي تخرجها عما ينبغي من الأخلاق الفاضلة إلى ما لا ينبغي من الأخلاق والسلوك، وينتج عن هذا عدم تكيف ابنك مع نفسه؛ لأنه في مرحلة المراهقة، فيكون قلقاً متشائماً منقبض النفس، ويفقد تكيفه مع بيئته الاجتماعية، فيكون منطوياً أو عصبياً، أو مستهتراً، أو منحرفاً غير مبال بالقيم الاجتماعية والأخلاقية والعادات الاجتماعية، وهذا الفراغ الذي يعيشه ابنك وذلك بالتمرد على جميع أوامرك، ويبدي اعتراضه في صور كثيرة، تميل أغلبها إلى المكابرة والعناد، وهذه التصرفات اللاسوية، أو السلوك المنحرف ناتج عن قصور في منهج التربية، كما أن الإعلام بجميع أنواعه يعمل على تعليم المراهق التمرد على السلطة الوالدية، والخروج على كل مألوف، وكذلك الصحبة السيئة التي تدله على الشر وتعينه، فكل هذه العوامل ستؤدي بالمراهق إلى الابتعاد عن جادة الصواب.

ولكن ولله الحمد، هناك منهج التربية الإسلامي الصحيح الذي لا يعرف التمرد، ولا يعترف به، ولا يعرف العصيان والأخلاق السيئة، ومن يعمل به سينجح في الدنيا والآخرة، ولكن يجب عليك أن تعرف أن علاج مثل هذه المشكلات يحتاج منك أن تتزن بالحكمة مع ابنك، وبالموعظة الحسنة، وبالنصح والتوجيه والدعوة إلى فعل الخير، والابتعاد عن فعل الشر.
وفقك الله تعالى لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً