الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يبحث عن فتاة تكون زوجة وشريكة ومغيرة لحياته بعد ذلك

السؤال

أشعر أنني لن أتغير إلا إذا وجدت فتاة أحبها، ويتملكني هذا الإحساس بصورة غريبة، وأظن أنني سأتحسن إن حدث ذلك! والمشكلة أنني لم أعثر حتى الآن على فتاة أحبها، وقد تعبت وأريد التخلص من هذا الشعور، ولكني لا أستطيع!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

إنك سوف تتغير بإذن الله إذا تزوجت بامرأة صالحة تكون عوناً لك على الطاعات، وأرجو أن تعمر قلبك بحب الله ورسوله، واعلم أن الخير في طاعته والتزام أوامره، وعليك بحب زوجتك المطيعة لله مع حبك لوالديك المؤمنين.

لا يخفى عليك أن الله سبحانه يقول: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد:11]، والتغيير مطلوب إذا كان للأفضل، وهو غير مربوط بحب الزوجة، ولكنه لا يكون كاملاً وحقيقياً إلا إذا كان معه إيمان وخوف من الرحمن، فإن وجد بعد ذلك حب الزوجة ورضا الوالدين وصحة البدن، فتلك نعم تستوجب الشكر.

إذا كانت شروطك معقولة فستجد الفتاة المناسبة، ونحن ننصحك بأن تقدم الدين والأخلاق، كما هي وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم القائل: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) ونتمنى أن يشاركك في البحث أهلك وأسرتك، فإن ذلك أضمن لسعادتك.

في الختام نوصيك بتقوى الله، ونتمنى أن تبدأ التغيير الإيجابي من الآن، وعليك بالإحسان لكل إنسان، ولطالما استعطف الإنسان إحسان، وتعوذ بالله من الشيطان وأكثر من ذكر الرحمن وصل على نبينا المبعوث من عدنان، واجتهد في اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

احرص على أن تكون مراسم الخطبة والزواج خالية من المعاصي، وتذكر أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي وقدم محبة الله، واحرص على نيل رضاه وردد في يقين (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه).

احكم مشاعرك بضوابط الشرع، وقدم طاعة الله على رضا من تحب من الخلق.

نسأل الله أن يعينك على إصلاح نفسك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، وأن يجعلها عوناً لك على طاعته.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً