الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انعدام الثقة بالنفس وكيفية تجاوزه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:
فأنا أعاني من اضطرابات نفسية تجعلني في معاناة دائمة، فأنا دائمة الخوف من شيء ما، أشعر بالدونية، وأني لست في مستوى الآخرين، وأنه يجب علي إرضاؤهم حتى يقبلوا بي، وإلا أحس أني غير مرغوب في.

أتكلم مع الناس بصوت منخفض؛ خائفة من أن يلاحظوا نقطة ضعفي، أو أن يحكموا علي بأن مستواي ضعيف، وأني أقل من الجميع.

دراستي جامعية، كنت في بداية حياتي متفوقة فيها، لكن بمرور السنين بدأت أحس بأني أضعف من تحقيق أي نجاح، وأني سأفشل في كل شيء، رغم أني أمتلك إمكانات وطاقات كبيرة للتحمل والعمل والدراسة.

أنظر لنفسي دائماً في إطار الفشل، وأضعف عند اتخادي لأي قرار، وألجأ لرأي الآخرين كي يشيروا علي ماذا أفعل، أحس دائماً أن رأي الآخرين أفضل من رأيي، وأحرص دائماً على رأي الآخرين لي.

شخصيتي الحقيقية لا أبرزها مخافة الناس، وأظهر دائماً بمظهر الضعف، وهو الشيء الذي أكرهه، في الوقت الذي أود الظهور بمظهر القوة، وأني أفضل إنسانة في الوجود، مع انعدام الثقة بالنفس فما الحل؟ وما العلاج دون اللجوء للأدوية؟

آسفة للإطالة وأرجو الرد عاجلا! ولكم جزيل الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Salsabil حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أود أن أؤكد لك شيئاً هاماً وهو أن المشكلة الأساسية لديك أنك تقيّمين ذاتك بصورة سلبية، أنا لا أعتقد أنك بهذا الضعف، ولكن تحقير الذات الذي تكوّن لديك هو المشكلة، وعليه فنقطة العلاج الأولى هو أن تزيلي هذا الاعتقاد، أسوأ شيء هو أن يقيّم الإنسان نفسه سلبياً لهذه الدرجة، أنا أؤكد أن كثيراً من حساباتك حول نفسك ليست صحيحة، ولا أعتقد مطلقاً أن الناس يقومون برصدك وتقييمك بكل هذه الدقة وكل هذه السلبية.

إذن: فخط العلاج الأول هو تصحيح المفهوم السلبي عن الذات، يجب أن تكوني متفهمة لهذا المبدأ لأنه هو المرتكز الأساسي للعلاج.

ثانياً: سوف يكون من الجميل أن تحاولي أن ترفعي من مهاراتك الاجتماعية، على سبيل المثال: حين تقابلين الناس تعلمي أن تنظري إليهم في وجوههم، هذا ضروري جدّاً، لا تطأطئي رأسك، ارفعي رأسك دائماً.

ثالثاً: تجنبي استعمال اللغة الحركية، أي استعمال اليدين في أثناء الكلام.

رابعاً: حاولي أن تحضري دائماً مواضيع وتطرقيها للنقاش؛ بمعنى ألا تكوني مستمعة دائماً.. هذه المواضيع يمكن أن تكون مواضيع عامة أو تتحدثي في أي موضوع يناسب المناسبة ونوعية الناس الذين أنت معهم، هذا ضروري جدّاً.. قولي لنفسك: لن أكون مستمعة، سوف أتكلم في هذا الموضوع وفي هذا الموضوع.. وهكذا، حتى لو كانت هذه المواضيع مواضيع عامة.. هذه مهارات بسيطة ولكنها مهمة جدّاً.

والذي أود أن أؤكده لك أيضاً: يجب ألا تحاولي أن تطبقي قيمك على الناس، بمعنى أن تلهثي دائماً لإرضائهم، هذا ليس ضروريا، نتعامل مع الناس بالذوق والاحترام والأدب ونتوقع منهم الخير والشر، هذا هو المبدأ العام في الحياة، إذن أنت محتاجة للتغيير في منهج التفكير، هذا ضروري جدّاً وهذه مشكلتك الأساسية.

الشيء الآخر -أيتها الأخت الفاضلة-، هو أن تقومي بخطوات عملية، تضعي أهدافا واضحة في الحياة، هذه الأهداف إذا كانت تتعلق بالعمل أو تتعلق بالحياة الاجتماعية، أو تنشيط أي نوع من الهوايات، أو مثلاً الانضمام إلى حلقات القرآن والتلاوة.. هذه أهداف عظيمة يمكن للإنسان من خلالها أن يروض ويؤهل نفسه اجتماعياً ويطورها، إذن ضعي هذه الأهداف وابحثي في آليات تحقيقها وسوف تصلين إليها إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً