الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الوالد ولده من السفر للدراسة في الخارج

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة كبيرة، فأنا أريد أن أذهب إلى أسبانيا للدراسة هناك لتخصص لا يوجد في المغرب، ولكن أبي لا يريدني أن أبتعد عنه، فهو يقول لي: لا تذهب وتتركنا وحدنا، مع العلم أن لي 6 إخوة.
فما هو الحل لمشكلتي؟ وأحيطكم علماً أن أبي لم يربنا على الاعتماد على النفس، بل يفعل ما يريد.
فما هو رأيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

فنسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

فإنك لن تعرف قيمة وجود الابن إلى جوار أبيه إلا عندما يرزقك الله الأبناء، والتمس لوالدك الأعذار، واعلم أن وجود الأبناء إلى جوار آبائهم من أعظم نعم الله التي امتن بها عليهم، ولذلك قال سبحانه في سياق الامتنان على بعض من قابل نعم الله بالعصيان (( وَبَنِينَ شُهُودًا ))[المدثر:13] يعني أمام أعين آبائهم وأمهاتهم لم تضطرهم الظروف للبعد عنهم، ولا يغني وجود الآخرين عن وجودك.
ولا أظن والدكم يحتاج إلى خدماتكم لكنه يرغب في قربكم ووجودكم، وهو الذي كما ذكرت يفعل كل شيء بنفسه، ولم يعودكم الاعتماد على النفس بعد الله، وهذا دليل على شدة حبه وشفقته عليكم، ونحن نتمنى أن تجد من الأعمام والعقلاء والفضلاء من يعاونك على إقناع والدك، وأرجو أن تزيد في برك واحترامك له والتقدير.

وأرجو أن تدرس موضوع دراستك من كافة الجوانب، وتقدر حاجتك للدراسة، وحاجة البلد إلى تخصصك، وقبل ذلك أثر بيئة الدراسة على دينك وأخلاقك، ونحن دائماً نتمنى أن لا يذهب للدراسة في البلاد الغربية إلا من كان له دين يحجزه من الشهوات، وعلم يحصنه من الشبهات، وأن تكون معه زوجة صالحة تعينه على العفاف، وتؤنسه وتخفف عليه.

والصواب أن لا تذهب للدراسة إلا بعد إرضائه وإقناعه، وعليك بتقوى الله، واحرص على كثرة اللجؤ إلى من يجيب من دعاه، واطلب من والدتك أن تساعدك في إقناعه، وأشغل نفسك بطاعة الله، وزود نفسك بالعلوم الشرعية حتى تستطيع أن تقدم خدمة لدينك بالدعوة إلى الله، وتستطيع أن تحفظ نفسك من السقوط، وعليك بالتمسك بالدين، والمراقبة لله رب العالمين.

وأشغل نفسك بذكر الله وطاعته.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً