الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج نوبات الهرع والرهاب

السؤال

بعد التحية وأطيب الدعوات

أنا إنسان متزوج ولدي بنت، وأحب أن أرى الناس يضحكون وسعداء حتى ولو كان ذلك على حساب نفسي، ومنذ 8 سنوات تقريباً، وتحديداً عندما كنت أقود سيارتي أحسست أن قلبي تزايدت سرعات نبضه، وأحسست أن النبض في كل أجزاء جسمي سبب لي حالة من الهلع والخوف.

ذهبت إلى الطبيب الذي أفادني أنه لا يوجد لدي شيء، وأن النبض طبيعي، والضغط طبيعي، ومنذ ذلك اليوم وأنا في بعض الأحيان تأتيني نوبة عارضة عندما أحس بأي عارض، سواء كنت واهماً أو عرض حقيقي مثل صداع، أو ألم، في العضل بدون أي سبب، ينتابني شعور مفاجئ بالخوف من أني مريض وتضيق الدنيا بي مما يسبب لي قلقاً وعدم ارتياح، وتكثر مراجعتي للأطباء الذين يفيدونني أن صحتك ممتازة فتزداد حيرتي.

أتساءل: ما هذا العارض الذي يصيبني؟ وهل أنا مريض نفسياً؟ وإذا كنت مريضاً فهل هناك علاج لي؟

آسف على إطالتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حقيقة فهذا الوضع الذي أنت فيه يعاني منه الكثير من الناس، وأنا لا أحب أن أسميه نوعاً من التوهم المرضي، ولكنه نوع من المراقبة الذاتية الدقيقة على وظائف الجسم، يؤدي إلى الانشغال أو إلى نوع من التركيز على أن الإنسان ربما يكون مصاباً بمرض، ونحن الآن نعيش في وقت كثرت فيه الأمراض، وكثرت فيه المجلات الطبية، والبرامج التي تتحدث عن الأمراض الطبية، وهذا يعتقد أنه قد سبب نوعاً من الضرر للناس، وجعلهم يعانون مما يعرف بالمراء المرضي، أو الذي يحب أن يسميه البعض التوهم المرضي.

أخي العزيز: الذي حدث لك في الواقع هو نوبة من حالة نفسية أو عصابية، وهي نوع من القلق المفاجئ الذي يعرف بنوبات الرهاب أو الهرع، وهي حقيقة مزعجة ولكنها ليست خطيرة، هي مزعجة تماماً حيث أن الإنسان يعتقد أن مصيبة سوف تقع، أو أنه سوف يموت، أو أن قلبه سوف يتوقف ... وهكذا، والذين يتعرضون لمثل هذه الحالات - كما حدث لشخصك الكريم – يبدأ لديهم نوع من الشفقة أو من الخوف من أن علة مرضية قد أصابتهم أو أنها سوف تصيبهم.

الذي أنصح به -يا أخي- هو الآتي:

أولاً: أن تتأكد تماماً أنك لست مريضاً مرضاً عضوياً.

ثانياً: عليك ألا تتنقل بين الأطباء، وأن تحاول إقناع نفسك بذلك؛ لأن التنقل بين الأطباء يؤدي في بعض الأحيان إلى توهمات مرضية.

ثالثاً: عليك أن تذهب إلى الطبيب مرة كل ستة أشهر، لإجراء فحوصات عامة، لتتأكد من قوة الدم، والسكر، والضغط، والدهنيات، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وهي -إن شاء الله- سوف تكون سليمة، وهذا مطمئن لك جدّاً، إذن عليك أن تذهب مرة كل ستة أشهر لطبيب معقول يستطيع أن يجري لك هذه الفحوصات.

رابعاً: أرى أنه من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية التي تعالج المخاوف بصفة عامة، والرهاب والهرع والمخاوف المرضية بصفة خاصة، من أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم (زولفت) أو (الإسترال)، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة فقط في اليوم، وقوة الحبة هي 50 مليجراما، تناولها يومياً بعد الأكل ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تناول هذا الدواء يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.

أخي! لقد وجد أيضاً أن ممارسة الرياضة من الأشياء الجميلة التي تشعر الإنسان بقوته وكمال صحته، وتقلل من مخاوفه المرضية، أرجو -يا أخي- أن تلجأ إلى ممارسة الرياضة.

لا شك بأنك -الحمد لله- مؤمن ومتوكل، وهذا -إن شاء الله- يساعد أيضاً في ألا تنزعج كثيراً لهذه الأعراض البسيطة التي تنتابك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً