الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالة الهلع والخوف من الموت نتيجة موت أحد الأقارب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد؛

فيا سيدي منذ 3 سنوات ونصف مرت بي مشاكل أسرية تزامنت مع وفاة والد زوجي بموت مفاجئ، المهم أنني أصبت بحالة عرفتها فيما بعد بأنها حالة هلع؛ فقد تركت النوم والأكل وأصابتني رعشة وخوف شديد من الموت، وبعد فترة من العلاج تحسنت كثيراً بفضل الله والحمد لله.

وكانت الطبيبة المعالجة تعطيني سبرامكس وزنكس؛ فزاد وزني وكانت تخبرني أن العلاج ليس هو السبب، المهم أنا انقطعت عن العلاج ونزل وزني كثيراً، ولكني الآن أشعر طوال الوقت بدوخة بسيطة وعدم اتزان، كما أشعر بصداع واختناق في النفس وكأن هناك ثقلا على عنقي؛ فصرت أنام على 3 مخدات ولا أنام أبداً على ظهري.

ذهبت لطبيب فوصف لي فيلوزاك ونوديبرين 50 جم مرتين يومياً، وحبة واحدة هيبنور 7 ونصف عند النوم، وما زلت لا أشعر بتحسن على الرغم من مرور 12 يوماً، فما هو العلاج الأمثل الآن؟ خاصة وأني خائفة من الذهاب للدكتور فيعطيني دواء به نسبة إدمان، أو كورتيزون فيرتفع وزني مرة أخرى، فأرجوك أرشدني للعلاج الأمثل وجزاك الله كل خير، وأنا لن أذهب للطبيب وفي انتظار ردك، وجزاك الله خيراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنوبات الهلع والمخاوف دائماً تكون ناتجة عن أسباب وإن كانت بسيطة، وفي حالتك بالطبع السبب واضح، وهو وفاة والد زوجك فجأة، نسأل الله له الرحمة.

أعتقد في الأساس أنه لديك نوع من الاستعداد للقلق والمخاوف، وهذا هو الذي جعل الهلع يظهر لديك بهذه الصورة المفاجئة، حيث أن الهلع في حد ذاته ما هو إلا نوبة شديدة من القلق.

الذي أرجوه هو أولاً: أن تلجئي إلى إقناع نفسك أن هذا مجرد هلع ومجرد خوف ولا داعي له، وحاوري نفسك وقولي: أنا لابد أن أكون أقوى من ذلك، وتذكري الإيجابيات وأن لديك مسؤوليات، ولابد أن تكوني أقوى مما أنت عليه.

ثانياً: أرجو ممارسة تمارين الاسترخاء؛ فهي جيدة جدّاً للقضاء على هذه النوبات، عليك أن تستلقي في مكان هادئ وتفتحي فمك قليلاً وتغمضي عينيك وتتأملي أنك في وضع استرخاء، ثم بعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئا واملئي صدرك، بعدها اقبضي الهواء قليلاً، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء، ولابد أن تكون عملية إخراج الهواء – وهي الزفير – تكون أيضاً بنفس القوة والشدة التي قمتِ بعملية الشهيق فيها، كرري هذا التمرين من أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين أو ثلاثة في اليوم، أو في أي وقت تشعرين فيه أنك قلقة، هذه التمارين صدقيني أنها جيدة ومفيدة جدّاً.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فالطبع ربما أتفق مع طبيبك أن السبرالكس والزاناكس لفترة قصيرة هما أفضل العلاجات لعلاج نوبات الهلع، والدواء الذي أعطاه لك الطبيب مرة أخرى وهو الفلوزاك أيضاً يعتبر علاجاً جيداً وممتاز، ولكن يتطلب بعض الوقت، وتعتبر أقل مدة لفعالية هذا الدواء هي أسبوعين إلى ثلاثة.

إذن: لن يكون من الحكمة أن تغيري الدواء في هذه المرحلة، انتظري عليه قليلاً، ثم ارفعي جرعة الفلوزاك لتكون كبسولتين في اليوم، واستمري عليها، ثم بعد ذلك نرى إذا لم يحدث تحسن واضح بعد مضي شهر على زيادة الجرعة، ففي هذه الحالة يتم استبدال الدواء.

الأدوية الأخرى ليست أدوية ضرورية، إنما الفلوزاك هو الذي يعتبر دواء مهما وضروريا، وكما ذكرت لك ففي حالة عدم فعاليته بعد شهر من زيادة الجرعة، يمكن اللجوء إلى الأدوية الثانية أو الأدوية الأخرى التي هي أيضاً فعالة ولا تسبب زيادة في الوزن، والدواء المفضل هو فافرين، وجرعته هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بنفس المعدل أي 50 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصلي إلى الجرعة العلاجية الكاملة وهي 200 مليجرام في اليوم، ومدة العلاج يجب ألا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن يخفض الدواء بمعدل 50 مليجرام كل شهر.

هنالك أيضاً الزيروكسات وهو يعتبر علاجاً جيداً وممتازا، ولكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة الوزن، علماً بأنه ليس إدمانياً ولا يزيد الوزن عن طريق رفع مادة الكورتزون، إنما بطريقة أخرى.

كما أن الزولفت أو الاسترال يعتبر أيضاً من الأدوية الممتازة، وهنالك دواء قديم يعرف باسم تفرانيل، أيضاً مفيد وفعّال في علاج هذه النوبات.

إذن: أختي الفاضلة توجد الحمد لله وبفضله عدة خيارات، وهذا في حد ذاته لابد أن يعطيك الشعور بالطمأنينة والاسترخاء، وكما ذكرت لك في صدر هذه الرسالة لابد أن تغيري من طريقة تفكيرك وتكوني أكثر قوة وطمأنينة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً